في ربيع عام 2008 إنشغل وسط السباحة العالمية بلباس جديد عرف بمصطلح «سبيدو أل زد أر»، وأسهم في تحقيق «نقلة نوعية» وفق مفهوم كثر في هذا المجال، خصوصاً أنه وراء تحطيم أرقام عالمية بالجملة تخطى عددها ال40 رقماً قياسياً. «اللباس الثوري» أقرّ الاتحاد الدولي للسباحة شرعية إرتدائه، ما خفف من أصداء الضجة التي أثارتها الأرقام المسجلة. لكن بعد نحو عام من تاريخه، يبدو أن «سبيدو أل زد أر» قد يمسي من «الماضي السعيد» في ظل منتج ثوري دأب المصنّع الايطالي للألبسة فابريزيو فابريكا على تطويره منذ عام 2007، ونسخته المنقحة أعطت مفعولها سريعاً في الأشهر الأخيرة. انه لباس «جاكيد» المغطّى بكامله بطبقة من مادة «بوليريتين»، على عكس ألبسة أحواض أخرى «فلشت» المادة على أجزاء محددة منها، ما يوفر انسيابية كاملة في الماء، وبالتالي تشمل المنفعة الأبطال وسباحين مغمورين، وجدوا فيه ضالتهم لضمان نتائج لهثوا خلفها طويلاً ولم يدركوها. من هنا الضجة المستجدة، معطوفة على إعتراضات مدربين وأجهزة فنية على أبواب بطولة العالم المقررة من 27 تموز (يوليو) الى 2 آب (أغسطس) في روما. قبل دورة بكين الأولمبية العام الماضي، إستعاض الاتحاد الايطالي للسباحة عن ماركة «أرينا» ووقع إتفاقاً مع «جاكيد» يمتد حتى عام 2012. ويبدو أنه أدرك قبل غيره ما يؤمنه هذا اللباس من نتائج واعدة للسباحين، والدليل حصد ايطاليا 18 ميدالية بينها خمس ذهبيات في بطولة أوروبا ضمن حوض صغير التي أجريت في كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وقد توجت فريدريكا بيلليغريني هذا الانجاز برقم عالمي في ال200م، علماً أنها مرتبطة بعقد مع ماركة «ميزونو». وقبل أسابيع قليلة، ضمّ سجل الأرقام القياسية اسم الاسباني رافاييل مونوز الذي حطّم الرقم العالمي في ال50م فراشة. وحدا التطور غير المتوقع برفع وتيرة الاعتراضات، ووصف أصحابها الظاهرة المستجدة بأنها نتائج غير طبيعية ولا تدخل في قياس المقدرة البشرية باعتبار أن اللباس يوفر بين عشر واحدة وعُشريِن من الثانية في سباق مسافة ال50م. ويرى دينيس أوغوين مدرّب البطل الأولمبي الفرنسي ألن برنار (100م حرة) أن لباس سبيدو أبقى الفارق في متناول سباحي الصف الأول «لأنهم الأقوى. لكن الأمور إختلفت هذا الموسم. وهناك سباحون حصدوا ثمرة عشر سنوات من الجهد والتدريب في سباق أو سباقين بفضل جاكيد»، واصفاً اللباس الجديد بأنه «سلاح ذو حدين»، لافتاً الى أن حوالى 80 في المئة من السباحين الذين خاضوا منافسات بطولة اسبانيا أخيراً إرتدوا هذا اللباس، «فتحطمت أرقام قياسية بالجملة، وبين ليلة وضحاها بات مونوز مشهوراً ومنافساً جدياً للأميركي مايكل فيلبس في ال100م فراشة!». ولم يتوان أوغوين ومدريون آخرون عن وصف «جاكيد» ب»لباس فوضوي» نظراً للجدل الذي يثيره حالياً في أوساط السباحة العالمية. وطالبوا الاتحاد الدولي بالتشدد في معايير التأهيل والأرقام المعتمدة كحدّ أدنى، على رغم أن ذلك سيؤدي الى إشكالات ودعاوى قضائية، خصوصاً أن تقنيين وفنيين لا يجدون في «جاكيد» إضافة استثنائية. وتبقى الكلمة الفصل للاتحاد الدولي الذي أوكل الى مختبرات مدرسة البوليتكنيك في لوزان إجراء دراسات حول الأنسجة والطبقة الاصطناعية المستخدمة في تصنيع «جاكيد»، في ضوء الملف المقدّم في 14 آذار (مارس) الماضي، وبانتظار النتائج المتوقعة أواخر نيسان (أبريل) الجاري.