يلتقي قادة دول مجلس التعاون الخليجي في الكويت اليوم في قمتهم الثلاثين لمناقشة ملفات سياسية واقتصادية وأمنية قديمة ومتجددة مثل السياسة النفطية وإيران والتكامل الاقتصادي، وأخرى طارئة مثل أحداث شمال اليمن وتداعيات الأزمة المالية العالمية وأصدائها المترددة في دبي، ومن المنتظر ان تشهد القمة توقيع اتفاق النقد الموحد لدول المجلس، وان يتبع القمة انطلاق مشروع الربط الكهربائي بينها. ونبه وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد الصباح الى ان قمة الكويت تعقد «ومجلسنا محاط بمستجدات أمنية خطيرة وتداعيات اقتصادية كبيرة تمسه مساً مباشراً بتفاوت لا يستثني أياً من اركانه»، وقال في افتتاح الدورة ال 113 للمجلس الوزاري التحضيري بحضور وزراء الخارجية الخليجيين امس ان ذلك «يستوجب تداعينا لتدارس مسبباتها واستجلاء واقعها واستشفاف ما يكفل التعامل الأمثل معها، فيحفظ لكياننا منعته استقراراً ونمواً وتأثيراً». وأكد ان هذه الهواجس «تحظى ببالغ اهتمام اصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلسنا» وان «رؤى معالجتها مستقرة في ضمائرهم جلية في أبعادها ثاقبة المنظور وسامية الأهداف». وأنجز وزراء الخارجية الخليجيون التحضيرات للقمة وناقشوا مشاريع القرارات ومشروع البيان الختامي المرفوعة الى القادة، فيما شهدت العاصمة الكويتية استعدادات أمنية كبيرة وأعلنت وزارة الداخلية إغلاق طرق رئيسة تؤدي الى «قصر بيان» مع وصول الوفود الخليجية اليوم. وعشية القمة الخليجية أمس شكل التضامن مع السعودية في مواجهة عمليات تسلل المسلحين عبر الحدود اليمينة السعودية ودعم وحدة واستقرار اليمن عنوانين بارزين في التحضيرات للقمة. وشدد الأمين العام لمجلس التعاون عبدالرحمن العطية في تصريح الى «الحياة» عقب اجتماعه بوزير الخارجية اليمني الدكتور ابو بكر القربي، على «موقف دول مجلس التعاون المعلن والمساند للسعودية في حماية حدودها ومواطنيها والمقيمين على ارضها»، وقال إن «أمن دول مجلس التعاون من أمن المملكة واي مساس بها مساس بدول المجلس جميعاً». وعن اجتماعه بالوزير اليمني قال انه تطرق الى التطورات في اليمن والى المشاريع التنموية التي تمولها دول مجلس التعاون هناك، وموضوع انضمام صنعاء الى لجنة البريد بالمجلس والذي سيعرض على القمة لإقراره. وأوضح أنه أكد «موقفنا الداعم لوحدة اليمن واستقراره والتزامنا تمويل المشاريع التنموية». في غضون ذلك نقل القربي امس رسالة من الرئيس اليمني على عبدالله صالح الى امير الكويت الشيخ صباح الأحمد «تضمنت توضيحاً لتطورات الوضع على الساحة اليمنية»، وصرح القربي في مؤتمر صحافي ان الرسالة تناولت المواجهات العسكرية في بلاده بين الجيش اليمني والحوثيين «لإدراكها بأن ما يجرى في اليمن يعد قضية تهم كافة دول مجلس التعاون»، وانها «تضمنت شكر اليمن لمواقف دول المجلس الداعمة له ولأمنه واستقراره». وحذر القربي من ان ما يجرى حالياً في اليمن «سينعكس على المنطقة برمتها» وأشاد بموقف «وزراء خارجية دول مجلس التعاون ورفضهم اي تدخل خارجي في شؤون اليمن الداخلية». وحول انضمام اليمن الى منظومة دول مجلس التعاون قال ان دول المجلس «لم تضع شروطاً لانضمامنا ونحن نركز حالياً على تحقيق الشراكة الاقتصادية التي ستساهم في نهضة وتنمية اليمن الاقتصادية».