وجه مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي التحذير الأقوى الى المعارضة الإصلاحية، متوعداً ب «القضاء على أعداء الشعب الإيراني والنظام الإسلامي»، مقارناً مصيرهم ب «الفقاعة»، ومؤكداً ان «ما سيبقى بعد ذلك هو أساس النظام الإسلامي». وقال في كلمة بثها التلفزيون: «انهم ينتهكون القانون بكل وضوح ويهينون الامام الخميني». من جهة ثانية، أكد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد دعم بلاده للمقاومة الفلسطينية خلال استقباله امس في طهران رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) خالد مشعل. واضاف نجاد «ان سقوط الاستكبار العالمي والنظام الصهيوني سيكون سريعا ومتزامناً». ويأتي تحذير خامنئي في وقت تشي الحملة المنسقة التي يشنها أقطاب التيار المحافظ في إيران بتصعيد وشيك للحملة على المعارضة، للإقتصاص ممن مزّق صورة لمؤسس الجمهورية الإسلامية الإمام الخميني وداسها. وإذ اعتبر الإصلاحيون الأمر مفبركاً لتبرير استهدافهم، اتهموا السلطات بالإعداد لاتخاذ إجراءات «غير تقليدية» في حقهم، مرجحين اعتقال قائد المعارضة مير حسين موسوي، فيما حذر الرئيس السابق محمد خاتمي من مغبة جعل الخميني «كبش فداء». واعتبرت المعارضة ان الصور التي بثها التلفزيون الإيراني لمتظاهرين قال إنهم من الإصلاحيين وهم يمزقون صورة للخميني ويدوسون عليها، إضافة الى إحراق صورة لخامنئي خلال تظاهرات مناهضة للحكومة أثناء إحياء «يوم الطالب» في السابع من الشهر الجاري، «ملفقة» وتسعى السلطة الى استغلالها لتبرير مزيد من حملات القمع ضد المعارضين. وفي محاولة لتدارك الأمر، استجاب انصار موسوي لدعوته الى التظاهر في طهران ومدن أخرى، رافعين صوراً للخميني، فيما طوّق عشرات من عناصر الشرطة حرم جامعة طهران حيث تجمّع طلاب إصلاحيون احتجاجاً على اتهامهم بإهانة صورة مؤسس الجمهورية الإسلامية. وأفادت تقارير ان طلاباً في جامعة طهران رفعوا صورة للمرجع الديني المنشق حسين علي منتظري، بدل صورة الخميني. واعتبر خامئني أن «الذين انتهكوا قدسية الإمام الخميني، ارتكبوا هذه الجريمة النكراء بسبب الموقف الذي اتخذه بعضهم من النظام الإسلامي، ولولا ذلك لما قامت حفنة من هؤلاء الذين لا جذور لهم، بمثل هذا العمل». وقال خلال استقباله علماء دين وطلبة حوزات علمية: «لست مصراً على إبعاد الأشخاص، لكن بعضهم مصرّ على الابتعاد وتحويل الخلاف الداخلي الى مواجهة ضد النظام». وحضّ السلطات على تحديد هوية «من يقفون وراء إهانة الخميني»، معتبراً ان «تجمعات المعارضة غير قانونية»، كما دعا المعارضة الى العودة الى «الطريق الصحيح». في الوقت ذاته، اعتبر رئيس «مجلس خبراء القيادة» هاشمي رفسنجاني ان «الإساءة الى الخميني وقائد الثورة الإسلامية (خامنئي) من جانب أي كان ومهما كان الهدف، يُعد عملاً مستهجناً ويستحق الإدانة والاستنكار». ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) عنه دعوته الى «الوعي واليقظة». اما «الحرس الثوري» فدعا الى «محاكمة ومعاقبة سريعة لمن ارتكبوا ذلك الانتهاك» الذي دبره «متآمرون في الداخل». في المقابل، اعتبر موسوي ان إهانة صورة الخميني «تبعث على الريبة البالغة». ونقلت صحيفة «انديشهه يي نو» عنه قوله: «انا على يقين من ان الطلاب لا يقومون مطلقاً بمثل هذا الأمر، لأننا نعرف جميعاً انهم يحبون الإمام الخميني». وشبّه المرشح الإصلاحي الآخر مهدي كروبي الأحداث الأخيرة ب «الخلافات العميقة داخل الأسرة الواحدة، لأن الطرفين ثوريان ويحملان همّ النظام». ودعا «كبار القوم» الى التدخل، من اجل وضع حد ل «القمع المفرط الذي لا يستطيع تسوية المشاكل الحالية»، متهماً عناصر «تسيطر على عقود النفط وتملك أموالاً طائلة، بالسعي الى تحقيق مصالحها الخاصة والتي تحول دون ايجاد مصالحة وتسوية الخلافات الراهنة». في الوقت ذاته، حض الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي السلطات على الا تجعل من الخميني «كبش فداء»، في اطار مواجهة المعارضة. ولمّحت مواقع إلكترونية إصلاحية إلى احتمال اعتقال موسوي، اذ نسب موقع «تغيير» التابع لكروبي إلى «تقارير» ان «من المحتمل اعتقال موسوي»، فيما جاء في بيان نُشر على موقع «كلمة» التابع للمرشح الإصلاحي: «إنهم بتنفيذ سيناريو معد سلفاً لإهانة الخميني وإلصاق ذلك بالطلاب، يمهّدون السبيل لأساليب غير تقليدية». ودعا موسوي أنصاره الى «البقاء متيقظين». ودان 232 نائباً من اصل 290 في مجلس الشورى (البرلمان) الإساءة الى الخميني، لكن رئيس المجلس علي لاريجاني حاول تخفيف حدة الأزمة، بتبرئة الطلاب من الحادث، معتبراً ان بعضهم يحاول التصيّد في الماء العكر في ظل الأجواء والتطورات التي «لم تلتزم القانون ولم تسمع نصائح قائد الثورة». وقال: «ما شاهدناه على التلفزيون لا يمت للطلاب الجامعيين بصلة».