يوماً بعد يوم تتفاقم معاناة اليمنيين في العاصمة صنعاء وبقية محافظات اليمن، مع استمرار «ميليشيات الحوثي» في تطبيق إجراءات تعسفية بحق السكان المحليين. وأكد يمنيون في صنعاء أن الحال ضاقت بهم جراء انعدام الوقود واحتكار جماعة الحوثي المتمردة المشتقات النفطية وتوجيهها نحو ما يسمى ب«المجهود الحربي»، إضافة إلى انقطاع الكهرباء عن العاصمة ومناطق واسعة من البلاد بسبب انعدام الوقود المخصص لتشغيل محطات توليد الطاقة. واتهم المتحدث باسم قوات التحالف المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي العميد ركن أحمد عسيري، بشكل شبه يومي خلال الإيجاز الصحافي اليومي لعمليات «عاصفة الحزم»، ميليشيات الحوثي وصالح بالاستئثار بالوقود، ومنعه عن السكان، لتخزينه واستخدامه في تحريك آلياتهم. ومنذ اجتاحت الميليشيات الحوثية صنعاء في 21 أيلول (سبتمبر) الماضي، بدأ القلق يساور السكان المحليين في العاصمة صنعاءوالمحافظات الأخرى من البلاد، بسبب الطريقة التي تدير بها الميليشيات المناطق التي تجتاحها، من خلال عمليات الملاحقة الأمنية للعناصر المناهضة لها، واستمرارها في انتهاك حرية الصحافة، وتقييد الحريات العامة، الأمر الذي ولد شعوراً بالقلق من المستقبل المجهول لليمن، في ظل الإدارة الحوثية التي يصفونها بالانتهازية. وأعرب سكان محليون - بحسب وكالة الأنباء السعودية - عن مخاوفهم بسبب الوضع الإنساني في المحافظات اليمنية بشكل عام، وصنعاء وعدن بشكل خاص، بسبب عجز جماعة المتمردين الحوثيين عن إدارة الدولة وتأمين الخدمات العامة الضرورية لاستمرار الحياة. وتشهد العاصمة صنعاء تحديداً أزمة حادة في المياه، بسبب انعدام طاقة الكهرباء وعجز مؤسسة المياه عن الوفاء بحاجات السكان، الأمر الذي دعا كثيراً من السكان إلى الوقوف في طوابير طويلة أمام محطات مخصصة لضخ المياه، لأخذ حاجتهم من الماء، التي تكلفهم كثيراً من الجهد والتعب، في نقلها إلى منازلهم بواسطة صناديق بلاستيكية. وتعيش صنعاء ومناطق أخرى من البلاد عمليات نزوح كبيرة للسكان إلى قراهم النائية، بسبب الصعوبة التي يواجهونها في الحصول على الخدمات، جراء العجز الكبير لجماعة الحوثيين عن إدارة الدولة، لكن تلك الرحلة لن تكون بعيدة عن المخاطر، إذ تصطدم أسر كثيرة نازحة بأجور النقل المرتفعة الناتجة من انعدام الوقود، وإخفاء الميليشيات الحوثية له من المحطات المخصصة لبيعه وتخزينه في مواقع مخصصة. وأوضح سكان محليون أن سعر غالون البنزين بحجم 20 لتراً ارتفع إلى سعر جنوني، وصل إلى أكثر من 20 ألف ريال يمني (نحو 100 دولار)، الأمر الذي ضاعف معاناة السكان. ويطالب يمنيون جماعة الحوثي المتمردة، بالعدول عن قراراتها التعسفية التي ألحقت الضرر بحياتهم.. كما يدعونها إلى وقف الحرب التي تشنها في المناطق الجنوبية من البلاد، وإلقاء سلاحها وتسليمه للدولة، والانضمام إلى حوار سياسي ينهي الأزمة القائمة. وثمّن سكان محليون الجهود التي قامت وتقوم بها المملكة العربية السعودية لدعم ومساندة حوار الأطراف اليمنية، قبل نشوب المعارك في المحافظات الجنوبية وانطلاق عملية «عاصفة الحزم» في ال26 من آذار (مارس) الماضي. وأكد يمنيون أن عملية عاصفة الحزم «كسرت شوكة المتمردين الحوثيين، وأجبرت كثيراً من عناصرهم على تسليم سلاحهم»، منوهين بمواقف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ومسارعته لنجدة الرئيس عبدربه منصور هادي، معربين عن أملهم في أن تقوم قيادة الجماعة المتمردة بمراجعة سياستها والعدول عن قرارها استمرار القتال، كي يعود السلم إلى البلاد، بما يسهم في تهيئة المناخ أمام الأطراف كافة للجلوس على طاولة الحوار والوصول إلى اتفاقات تنهي الوضع القائم بكل سلاسة.