طهران – أ ب، رويترز، أ ف ب – ندد المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية في ايران علي خامنئي امس، ب «إهانة» صورة للامام الخميني خلال تظاهرات المعارضة، فيما حض «الحرس الثوري» القضاء على مواجهة من قام بذلك «في أسلوب ثوري». اما الاصلاحيون فاتهموا السلطات بالإعداد لإجراءات «غير تقليدية» في حقهم، مرجحين اعتقال قائد المعارضة مير حسين موسوي. وكان التلفزيون الايراني بث لقطات لأشخاص قال إنهم من أنصار المعارضة، وهم يمزقون ويدهسون صورة للخميني خلال تظاهرات مناهضة للحكومة أثناء إحياء «يوم الطالب» في السابع من الشهر الجاري. لكن مئات الطلاب تظاهروا في حرم جامعة طهران امس، معتبرين إن هذه اللقطات ملفقة من قبل عملاء الحكومة وتُستغَل لتبرير مزيد من حملات القمع ضد المعارضة. وطوق عشرات من عناصر الشرطة حرم جامعة طهران، خلال تظاهرة الطلاب. وقال خامنئي: «إنهم ينتهكون القانون في صورة واضحة. لقد أهانوا الإمام الخميني». وحض السلطات على تحديد هوية «من يقفون وراء إهانته». وأضاف في اشارة الى قادة المعارضة: «بعضهم قام بأعمال شغب وشجع الناس على مواجهة النظام، ممهدين الطريق لأعداء الثورة لاهانة النظام». واعتبر ان «تجمعات المعارضة غير قانونية، ومن ينظمون تظاهرات غير شرعية لا جذور لهم في المجتمع»، داعياً المعارضة الى العودة الى «الطريق الصحيح». وجدد تأكيده ان «الانتخابات انتهت. كانت قانونية ولم يستطيعوا إثبات زعمهم» بالتلاعب في نتائجها. وقال خامنئي لدى استقباله طلاباً جامعيين وطلبة علوم دينية: «انا لا اؤمن بالاقصاء بل باقناع اكبر عدد من الناس، لكن بعضهم يصرّ على الانحراف وحوّل خصاماً بين افراد اسرة واحدة الى معركة ضد النظام بأكمله. ندعو أولئك الغاضبين الى التزام الهدوء». وفي اشارة الى المرشحَيْن الاصلاحيَيْن الخاسرين مير حسين موسوي ومهدي كروبي، قال خامنئي ان «الذين يطلقون شعارات باسم هؤلاء الاشخاص ويرفعون صورهم ويتحدثون عنهم باحترام، يخالفون الامام (الخميني) والثورة الاسلامية والاسلام. عندما ترون ذلك ابتعدوا». وتابع: «عندما يرون ان قادة الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا الذين يجسدون الطغيان، يدعمونهم، عليهم ان يفهموا ان ثمة مشكلة». وأضاف: «عندما يدعم كل الفاسدين من الموالين للنظام الملكي الى الشيوعيين مروراً بالراقصين والموسيقيين المبتذلين الذين فروا من البلد، بعضهم (قادة المعارضة)، على هؤلاء ان يفتحوا عيونهم». في الوقت ذاته، حض «الحرس الثوري» القضاء على مواجهة من يقفون وراء «إهانة» الخميني «في أسلوب ثوري». وقال في بيان: «نحن أتباع الإمام الخميني، لن نسكت ولن نتهاون مع أي تقصير في تحديد هوية الذين ارتكبوا هذه الإهانة الشنيعة والعملاء الذين يقفون وراءهم ومحاكمتهم ومعاقبتهم». كما اتهم «أعداء أجانب» بالمشاركة في هذا الأمر. وينص القانون الإيراني على معاقبة من يهين المرشد الحالي او السابق بالسجن حتى سنتين. في السياق ذاته، دان 232 نائباً من اصل 290 في مجلس الشورى (البرلمان) الايراني، «الاساءة الى الامام الخميني من أولئك الذين كانوا مقربين منه في فترة من الزمن»، وأعلنوا انهم «سيردون في شكل حاسم على مثل هذه التصرفات المشينة». في المقابل، لمحت مواقع الكترونية إصلاحية إلى احتمال اعتقال موسوي الذي كان طالب خلال حملته الانتخابية بالعودة إلى القيم الأساسية للخميني، ونقل عنه إدانته لتمزيق صورة الامام. لكن متشددين لا يوالون يتهمون أنصاره بهذه «الإهانة». وجاء في بيان نُشر على موقع «كلمة» التابع لموسوي: «إنهم بتنفيذ سيناريو معد سلفاً لإهانة الخميني وإلصاق ذلك بالطلاب، يمهّدون السبيل لأساليب غير تقليدية». وجاء في بيان نشره موقع «تغيير» التابع لكروبي: «استناداً إلى تقارير، من المحتمل اعتقال موسوي».