أن يكون الأمير نايف بن عبدالعزيز نائباً ثانياً لمجلس الوزراء، فهو الرجل المناسب، الذي كرّس حياته، كسائر إخوته لخدمة الوطن، إلا أن أعباء المسؤولية عليه كرجل أمن من الطراز الأول، جعلته في واجهة الوطن، ملماً بكل ما يحاك ضده من مؤامرات الإرهاب على المستوى الأمني، والمستوى الفكري، وهو الذي كان وما زال ينادي بضرورة الأمن الفكري، والتصدي لكل الأفكار الهادمة، والعابثة بوسطية الدين وسماحته، وتكريسها من أجل تحقيق أهداف سياسية من شأنها تقويض أركان الوطن، وتخريب منجزاته، وزعزعة أمنه. أذكر أنه قبيل الغزو الأميركي للعراق، استضافته مؤسسة عكاظ للصحافة والنشر في ندوة مفتوحة بينه وبين كتّاب وكاتبات المؤسسة، وكان الحديث معه شفافاً وصريحاً، خصوصاً وأنت تستمع إلى رجل مثقل بالمسؤوليات، ومهموم بكل زوايا الوطن في أمنه واستقراره، يجذبك حديثه المتزن بالواقع، وبُعد نظره المطلع على الأحداث داخل الوطن وخارجه، مدهشاً من حوله بثقافته الواسعة، وإجاباته الواضحة، وأذكر أنه حرص على إجابة الكاتبات وإعطائهن حقهن من الإصغاء والاهتمام، فهو الرجل الذي يقدر للمرأة دورها وأهميتها كإنسان شريك في الحياة والعمل، ولرأيها الإعلامي أهميته لديه، فقال: «المرأة نصف المجتمع، بل هي كل المجتمع المنتج للرجال والنساء، وهي التي تصوغ أبناءه، وتربي أجياله، وهي النصف الذي تُعنى به الدولة وتوليه اهتمامها جنباً إلى جنب مع أخيها الرجل»، وقال: «إن ثمار هذه العناية للمرأة بما لها من خصوصية جميلة بدأت تؤتي طرحها، عندما نرى المرأة وقد أخذت دورها في العمل، والإنتاج، والمشاركة في بناء الوطن وتنميته، بما تمتلكه من انتماء قوي لدينها، ووطنها، وتاريخها، الذي حفظه لها دينها، وأولته الدولة مساندتها، وتمكينها من نيل حقوقها في كل المجالات». ومن كلماته الخاصة التي وجهها للكاتبات والإعلاميات، التعامل مع الأحداث بالنهج البناء، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، وأن يكون النهج مستنداً على الواقع، بعيداً عن الأراجيف والتضليل، والانسياق وراء الأساليب الهادفة إلى تقويض المجتمع وتماسكه، وأشاد بدور الكاتبات السعوديات وتميزهن، وتفوقهن أحياناً على الرجال، وطلب في حديثه من المسؤولين عن مؤسسات الوطن جميعاً ألا يكونوا حساسين من النقد تجاه ما يكتب عن مؤسساتهم سواء من الكتّاب أو الكاتبات، واشترط على الإعلاميين أن يكون الموضوع صحيحاً، ومن جملة ما قاله: «إن المواطن السعودي هو رجل أمن مسؤول عن حفظ الأمن والاستقرار في وطنه، وأن يقف خلف دولته سواء كان رجلاً أو امرأة»، وأكد أن الدولة تهتم بالمواطن من الجنسين على حد سواء، وتعمل ما بوسعها، من أجل توفير الحياة الكريمة له، من إيجاد فرص للعمل والتدريب والدراسة، لكي يكون مواكباً في حياته لكل مستجدات العصر ومتغيراته وتطوراته، وأشار إلى أن الظروف الحالية تتطلب من أبناء الوطن «رجالاً ونساءً» الالتفاف حول الوطن، بصدق الانتماء الفعلي له، والوقوف خلف حكومته، وأن يكونوا على قدر المسؤولية في التعامل مع الواقع والتصدي لكل محاولات الإرهاب الرامية إلى تدميره، ويردف عائداً إلى تحديد مسؤولية الكتّاب من الجنسين، مشدداً على ضرورة أن يستشعروا طبيعة الظروف التي تمر بها المنطقة، وأن يعملوا من أجل مصلحة الوطن، فهناك أولويات، وهناك أخطار ماثلة، وكل أبناء الوطن ليسوا معفيين من أن يكونوا يداً واحدة وأمة واحدة، بحيث لا يجد الأعداء فينا إلا القوة والصمود، كان ولا يزال فخوراً بالمرأة، مرحباً بأسئلتها وإنتاجها، وأبدى اهتمامه واحترامه لرأيها ورؤيتها، مشجعاً لها، وداعماً لحضورها، وأهمية دورها في بناء هذا الوطن الجميل.