المنامة، واشنطن – «الحياة»، أ ف ب – أكد وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي في المنامة أمس، استعداد بلاده لمبادلة 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 3.5 في المئة بكمية من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة، وذلك في جزيرة كيش الإيرانية. وقال الوزير على هامش مؤتمر «حوار المنامة»: «يمكن انجاز التبادل فور موافقة مجموعة الدول الست الكبرى (الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن زائد ألمانيا) التي تهدد بفرض عقوبات جديدة على إيران، بسبب رفضها عرض الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تشرين الأول (اكتوبر) الماضي مقايضة 1200 كيلوغرام من اليورانيوم الذي تملكه بآخر عالي التخصيب لاستخدامه في مفاعل البحوث الطبية في طهران. وأشار متقي الى حاجة إيران لتشييد 10 - 15 محطة نووية لتوليد الطاقة، في وقت تفقّد أربعة مفتشين من الوكالة مجدداً موقع التخصيب الذي كشف عنه أخيراً قرب مدينة قم، تنفيذاَ لاتفاق يسمح بتفتيش الوكالة الموقع مرة شهرياً. وبعدما توقع وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس أول من أمس، فرض عقوبات «مهمة» على إيران بسبب برنامجها النووي، أكد متقي أن هذا الأمر «غير قانوني ولا يستند الى شرعة الأممالمتحدة، ولن يكون له أي تأثير». وسأل: «لأي ذنب يريدون معاقبة إيران، طالما لم تطلب شيئاً خارج حقوقها الشرعية؟ لا يمكن الدفاع عن هذا المنطق غير المجدي والذي لا يقبله أحد». الى ذلك، نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن وثائق لمحكمة جزئية جنوبنيويورك ان وزارة الخزانة الأميركية أمرت سراً العام الماضي مصرف سيتي بنك بتجميد أكثر من بليوني دولار، زعمت أنها حسابات لإيران في بورصة «كليرستريم» في لوكسمبورغ، أحد فروع بورصة «دويتشه» الألمانية. وتشكل هذه الأموال جزءاً من تعويضات أمر قاضٍ فيديرالي أميركي طهران بدفعها لعائلات جنود من مشاة البحرية الأميركية (المارينز) قتلوا أو جرحوا خلال هجوم انتحاري على مقر لهم في بيروت عام 1983، واتهمت إيران بالوقوف خلفه. على صعيد الوضع الداخلي الإيراني، صعّد المحافظون لهجتهم ضد انصار المرشح الرئاسي الخاسر مير حسين موسوي، مستغلين عرض التلفزيون الرسمي مشاهد لتمزيق متظاهرين أفيد بأنهم «من أنصار موسوي»، صورة للإمام الخميني في «يوم الطالب» الأسبوع الماضي. وعلي رغم ادانة موسوي المشاهد مدافعاً عن موقع الخميني الذي «يرمز الى نهضة الشعوب في مواجهة المستكبرين»، واتهامه مؤسسة الاذاعة والتلفزيون ببث شريط «مشكوك في صدقيته»، أعلنت الحوزة الدينية في قم الاضراب العام أمس، في حين تجمع مئات من طلاب العلوم الدينية في المدرسة الفيضية للتنديد بالحادث. كما دعت الاتحادات الطالبية المؤيدة للحكومة الى التجمع في الجامعات لتنظيم احتجاجات. ورداً على التصريحات التي اطلقها وزير الاستخبارات حيدر مصلحي ضد عائلة رئيس مجلس خبراء القيادة هاشمي رفسنجاني، اتهم النائب علي مطهري «المتشددين الأصوليين» بمحاولة إبعاد رفسنجاني عن الساحة السياسية. ويسعى المحافظون الى التصعيد ضد الإصلاحيين في محاولة للقضاء علي حركتهم التي يعتبرون أنها «انحرفت عن قيم الثورة الاسلامية»، وصولاً الي حل الأحزاب الاصلاحية الكبيرة، وبينها «حزب جبهة المشاركة» ومنظمة «مجاهدي الثورة الاسلامية» وحزب «كوادر البناء». ويعتقد مراقبون بأن المحافظين لم يستطيعوا بعد إطلاق «رصاصة الرحمة» علي زعماء الحركة الإصلاحية وإحزابهم، على رغم الاعتقالات والمحاكمات التي طاولتهم، بسبب الانقسام داخل المؤسستين السياسية والدينية على الموضوع.