في مشهد مؤثر، جسد معاني الأخوة العميقة والتكاتف المتين، شاهده ملايين السعوديين أمس على شاشات التلفزيون، أظهر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله تواضعه وبساطته التي عرفه بها شعبه، لحظة استقباله أخاه ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز الذي تجاوز العارض الصحي الذي مر به. تجسد التواضع والاحترام «بشراً» عند التقاء الاخوة، عندما حاول الأمير سلطان تقبيل يد «ملك القلوب« الذي رفض ذلك، وسط إصرار ولي العهد، لكن الخلق النبيل الذي اشتهر به خادم الحرمين كان أقوى من إصرار الأمير المعبر عن احترام عميق لقامة عالية بعلو عبدالله بن عبدالعزيز. ولم يجد سلطان الخير حرجاً في أن يطلب تقبيل يد ملك الإنسانية مرة ومرتين وثلاثاً، تعبيراً عن تقديره لحضور خادم الحرمين بطريقة تدل على تواضع جزيل. خادم الحرمين الشريفين الذي دائماً ما اعترض على سياسة «تقبيل الأيادي»، أثبت مجدداً قوة شخصيته وثباته على كل كلمة تخرج من بين شفتيه، مذكراً الجميع بقراره الذي صدر في وقت سابق بمنع تقبيل الأيادي، ليستبدل به العناق الحار. وانتهى المشهد الذي زرع البسمة والفخر والأمان على وجوه السعوديين بتقبيل الأنوف بين قامتين كبيرتين اتصفتا على الدوام بالبذل والخير والعطاء بلا مقابل. وكان خادم الحرمين الشريفين انتقد تقبيل الأيادي، في كلمة له خلال استقباله وفداً من أهالي منطقة الباحة، قدموا تهنئتهم له بمناسبة توليه مقاليد الحكم ملكاً للمملكة العربية السعودية. وقال إن تقبيل اليد أمر دخيل على قيمنا وأخلاقنا، إلى جانب انه يؤدي الى الانحناء، وهو أمر مخالف لشرع الله والمؤمن لا ينحني لغير الله الواحد الأحد. وأضاف خادم الحرمين الشريفين: «أعلن عن رفضي القاطع لهذا الأمر، وأسأل الجميع ان يعملوا بذلك، ويمتنعوا عن تقبيل اليد إلا للوالدين براً بهما».