تستضيف مدينة شفاعمرو الفلسطينية للسنة الخامسة على التوالي، المهرجان الدولي للتمثيل الصامت، الذي تنظمه «مؤسسة زيدان سلامة للثقافة والفنون»، وهي جمعية محلية تأسست قبل سنوات لإحياء ذكرى الفنان المسرحي زيدان سلامة الذي كان أول فلسطيني درس فن التمثيل الصامت واتخذ منه رسالة تحكي أوجاع الفلسطينيين المتمسكين بوطنهم وأفراحهم. وانطلقت أعمال المهرجان الأسبوع الماضي، بمسيرة كرنفالية باتت تشكل حدثاً مركزياً يبشر بانطلاقة المهرجان سنوياً. ويستضيف المهرجان هذا العام اثنين من كبار ممثلي الفن الصامت الأميركي، ريك وومر وغريغ غولدستون، وفرقة التمثيل الصامت البولندية، والفنان الإرجنتيني سيرجيو خواكين اورتيغا، وعدداً من الفنانين الإسرائيليين. أما من الفلسطينيين، فتشارك فرقة «انسميل فرينج» من الناصرة، وفرقة «فتافيت السكر» من عكا، بالإضافة الى العمل الفلسطيني - البولندي المشترك الذي يجمع بين الفنان الشفاعمري سعيد سلامة، والفنانة البولندية مونيكا كونييتشنا. ويعتبر «اثنان في واحد» من أبرز عروض المهرجان هذا العام، لكونه يحقق الرسالة المهمة للمهرجان، في تحقيق الالتقاء بين الثقافة الفلسطينية المحلية وثقافات العالم، بحسب ما يقول الفنان سعيد سلامة الذي يعتبر المهرجان مهمة تهدف الى تهذيب المسرح بأساليب مسرحية جديدة، على طريق إحداث تغيير في المفهوم العام للمسرح. ويرى سلامة، وهو صاحب تجربة غنية في الفن المسرحي عموماً والصامت خصوصاً، في المهرجان خطوة مهمة نحو كتابة صفحة جديدة في تاريخ المسرح الفلسطيني المحلي والعربي. ويقول المدير الفني للمهرجان وليد ياسين عن الفنان زيدان سلامة الذي يخلد المهرجان ذكراه: «كان زيدان يرسم البسمة على وجوه من حوله، حتى عندما كان يحزن أو يشعر بألم ما. وأنا أتخيله الآن، هناك في جنان الخلد، يتخذ مكانه في حلقة ثقافية، تجمع الشعراء الذين حفظ كلماتهم وقولبها صرخة صمت، والكتاب والأدباء وعباقرة الإغريق الذين ألهموه حمل سلاح الإيماء الأكثر تعبيراً من هدير البحر». ويعتبر رئيس بلدية شفاعمرو ناهض خازم، ان المهرجان يسلط الضوء على أعمال زيدان التي استطاعت تجاوز حواجز اللغة وأبدع وسيلة راقية ومعبرة للتفاهم بين الأمم والشعوب على اختلاف لغاتهم. فهذا الفن الذي يعتبر من أنواع الأدب الدرامي الرفيع، يتطلب أحاسيس مرهفة وقدرة فائقة في استخدام الجسد والحركة للتعبير عن مشاعر وأحاسيس في شكل مباشر من دون استعمال لغة الكلام ونقلها إلى المشاهد. ولا شك في ان ل «مؤسسة زيدان سلامة للثقافة والفنون»، الفضل الأول والكبير في تطوير هذا النوع من الفن على مستوى البلاد، وهي تستحق كل تقدير». ويختار الفنان المسرحي أسامة مصري التعقيب، صارخاً: «صامتون هنا»، على وزن أغنية «صامدون هنا»، مضيفاً: «في العام الماضي، حسدت نفسي وأنا أشاهد هذا الكم من الفنانين العالميين الذين أتوا من شتى بقاع الأرض، إلى مدينتنا الفلسطينية الصغيرة، التي تحولت إلى كبيرة في أعين مواطنيها ومحبيها وكل زائريها طوال أيام المهرجان. وأنا اليوم لا أستغرب هذا النجاح. فلو كل قضايانا تدار كما يُدار هذا المهرجان، فإننا سننجح في الكثير من أعمالنا».