كشف رئيس قسم الأرصاد واختصاصي التغير المناخي والمشرف العام على مركز التغيرات المناخية في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور منصور المزروعي عن أن الأمطار المتسببة في كارثة جدة كانت قياسية وغير مسبوقة من حيث الكمية والشدة، مشيراً إلى أن كمية أكثر من 90 ملليمتراً سقطت خلال ست ساعات فقط. وأكد ل «الحياة» أن تلك الكميات من الأمطار التي سقطت خلال فترة زمنية قصيرة نسبياً أدت إلى تكون السيول التي داهمت الأحياء الجنوبية والشرقية من محافظة جده، موضحاً أنه من واقع الاستقراء المناخي الطويل لمدينة جدة لم يسبق أن سجلت كميات أمطار تجاوزت 60 ملليمتراً في اليوم الواحد، سوى فترات لم تتعد الخمس مرات خلال فترة القياس. وذكر أن تلك المرات لم تكن بالتأثير القوي الذي أحدثته أمطار أواخر نوفمبر المنصرم، مشيراً إلى أنها الأكثر والأكثف، لاسيما على المنطقة الغربية من السعودية. وتذكّر أنه سبق أن سقطت كميات كبيرة من الأمطار خلال شهر نوفمبر لعام 1996 ومتواصلة لمدة ثمانية أيام، بيد أن كمياتها اليومية كانت محدودة وتأثيراتها خفيفة، إذ لم تتجاوز 40 ملليمتراً. وشدد المزروعي على أهمية أن يعي التخطيط الحضري لمدينة جدة التغيرات المناخية في المنطقة، حاضاً الجهات المختصة على أن تأخذ في الاعتبار التطرف الحاصل في الظواهر الجوية، واعتماد كميات أمطار قد تصل إلى 100 ملليمتر تلافياً لحدوث كوارث بيئية مستقبلية. ونبه إلى ضرورة زيادة الوعي الإعلامي للمواطنين بهذه الظواهر من خلال النشرات الجوية في القنوات المرئية والمسموعة والمقروءة. وأوضح أن العالم يواجه تغيراً في المناخ أدى إلى حدة وتطرف الظواهر الجوية، لافتاً إلى أن الشواهد المناخية دلت على أن الكثير من دول العالم تأثرت بتكرار حدوث ظواهر جوية خلال العقود الثلاثة الأخيرة، تتصف بالحدة والفجائية السريعة، تمثلت في موجات الحر والبرد الشديدة، والجفاف والفيضانات وتكرار العواصف الرملية.