عثر في العراق على مقابر جماعية لمئات الجنود العراقيين الذين أعدمهم «داعش» في حزيران (يونيو) الماضي في تكريت. واستخرج فريق مختص أكثر من مئة وستين رفاتاً منذ الأحد الماضي. وأكد وزير حقوق الإنسان أنه طالب الأممالمتحدة والمنظمات الإنسانية بنقل القضية إلى محكمة الجنايات الدولية. وقال ضرغام كامل عبدالمجيد ل «الحياة» أن «فريقاً مشتركاً من وزارة حقوق الإنسان وآخر من الطب العدلي يعملان منذ أيام على فتح 9 مقابر لحوالى 1700 جندي أعزل في محافظة صلاح الدين، إثر سقوطها بيد التنظيم الإرهابي، بناء على معلومات من هيئة الحشد الشعبي». وكان وزير حقوق الإنسان محمد مهدي البياتي والنائب عبدالستار الغانم عن «التحالف الوطني العراقي» أعلنا خلال مراسم جنائزية رسمية في موقع القصور الرئاسية، شرق تكريت فتح المدافن في حضور مجموعة من الفنانين العرب بينهم الممثلون المصريون أحمد ماهر ووفاء الحكيم وحنان شوقي. وأوضح أن «ما نتج من عملنا الذي انطلق في الخامس من الجاري فتح 9 مقابر أبلغ عنها وكانت الحصيلة 164 جثة: في المقبرة الأولى عثرنا على رفات واحدة، وفي الثانية 50 وفي الثالثة واحدة وفي الرابعة وهي الأهم 108 جثث والعمل ما زال مستمراً وقد يطول لأكثر من 10 أيام بسبب كبرها وطبيعتها على ما يبدو من الموقع وفيه آثار بحيرة أسماك تم تجفيفها ورمي الجناة الضحايا داخلها وردم المكان بالحجر والجلمود والتراب، ما يصعب مهمتنا. أما في الخامسة فعثرنا على 4 جثث، وفي ال6 و7 و8 و9 اتضح أنها كانت بلاغات غير صحيحة». وزاد أن «الدفن كان بسيطاً وعلى عمق قريب من السطح لا يتجاوز المترين وغالبية المدافن كانت عبارة عن منخفضات يتم تجميع الجثث فيها ودفنها بالتراب». وعن مساحات هذه المقابر قال أن «المقبرة الرقم 1 كانت مساحتها 80 متراً وعمقها يتراوح بين 100 و170 سنتيمتراً والثانية 70 متراً وعمقها بين 100 و175 سنتيمتراً، والثالثة والسادسة 5 في 7 أمتار وبعمق 100 إلى 150 سنتيمتراً، والخامسة 9 في 8 أمتار وبعمق من 100 إلى 150 سنتيمتراً، أما في السابعة والثامنة فقد اعتمدنا آلية حفر الخنادق الاختبارية وحفرنا 50 متراً منها بسبب اتساع مساحتهما التي تراوحت بين 2500 إلى 5000 متر». وأشار إلى أن «الآلية المتبعة في العمل المشترك مع فريق الطب العدلي تعتمد تسليم الجثث التي يتم العثور عليها يومياً إليه وفق محضر رسمي وبدوره ينقلها إلى بغداد في برادات لأخذ العينات ومطابقتها مع ذوي ضحايا المجزرة». وأكد البياتي في تصريح إلى «الحياة» أن «دماء هؤلاء الضحايا ستلاحق كل من سولت له نفسه الإقدام على هذه الجريمة البشعة ومن أمرهم أو آواهم»، وأضاف: «طالبنا الأممالمتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بنقل ملف جريمة سبايكر إلى محكمة الجنايات الدولية». ووصف الفنان أحمد ماهر ما جرى بأنه «عملية إبادة وليس صراعاً سياسياً أو دينيا»، مشيراً إلى أن «ممارسات داعش لا علاقة لها بأي مسمى إنساني أو ديني أو عقائدي». وتساءل: «هل تصورت هذه العقول أنها قادرة على إبادة أمم؟ ومن خولها تنصيب نفسها قضاة وجلادين؟ من ولّى البغدادي على رقاب الأمة؟».