حاول غالبية خطباء الجمعة في مساجد جدة أمس، تسليط الضوء على المآسي التي يمر بها حي الكيلو 14 بعد أن استحوذ حي «قويزة» المنكوب على نصيب الأسد من متابعة وسائل الإعلام المختلفة طيلة الأسبوعين الماضيين منذ بدء كارثة السيول، وجاء تفاعل خطب الجمعة أمس مع معاناة حي الكيلو 14 بصورة تلقائية، ومن دون أي تنسيق بين أولئك الخطباء الذين حظوا الناس وأهل الخير على إعانة الحي الذي تضرر كثيراً من السيول ولم يحظ بالتغطية الإعلامية الكافية والإعانة أسوة بما وجده حي قويزة. ووقفت «الحياة» على بعض الجوامع في خطبها أمس (الجمعة)، إذ سجلت تكاتفاً عفوياً من قبل الأئمة من خلال حث الناس على زيارة حي الكيلو 14 وتقديم الدعم والمساعدة ولو ب «علبة لبن» وفقاً لإمام جامع حي السنابل أو الزيارة والتخفيف من مصابهم. وطالبوا المصلين بالذهاب إلى الحي للوقوف مع إخوانهم ومساعدتهم من خلال تقديم المساعدة سواء بالتبرعات المالية أو العينية، خصوصاً وأن آثار الكارثة لاتزال حاضرة حتى اليوم. وفي السياق ذاته، لايزال سكان حي الكيلو 14 يعانون من آثار كارثة سيول الأربعاء، وبحسب المواطن حسين هزازي فإن التشريد هو مصير غالبية سكان الحي، مؤكداً أن منازل الحي التي تضررت لاتزال غارقة في المياه بسبب عدم الالتفات لما حل بالحي من دمار. وقال: «أنا في طريقي إلى إدارة الدفاع المدني للحصول على إعانة لكي أنظف منزلي، لاسيما وأن أسرتي لاتزال تقيم عند أحد أقاربي بسبب النزوح الذي شهده الحي منذ كارثة السيول التي دمرت أجزاء واسعة من الحي». وأوضح سالم الجابري أنهم لايزالون يفترشون الأرصفة بسبب كارثة السيول، مشيراً إلى أنه على رغم مرور أكثر من أسبوعين على حادثة السيول، إلا أن أضرارها لاتزال في أجزاء واسعة من الحي. ويرى محمد هزازي أن عدم الالتفات لهم أدى إلى استمرار الوضع المأساوي لسكان حي الكيلو 14، لافتاً إلى أن عمليات النزوح زادت خلال الأيام الماضية بسبب استمرار آثار الكارثة وعدم شفط المياه التي تجمعت في المنازل والشوارع.