خرج النازحون السعوديون من قراهم «خائفين» من رصاص المتسللين المسلحين، لكن بعضهم رفض الرحيل عن أرضه وبيته إلا بعد أن طلبت السلطات السعودية منه النزوح، وبعد أن ضمن مأوى «يستره» بعدما وصلته الأنباء أن مخيم الإيواء الذي أنشأته الجهات المختصة في محافظة أحد المسارحة مكان آمن يحتوي على الخدمات كافة. إنجاز حققته الجهات المختصة، عندما تحولت الأرض الخالية التي بني عليها مخيم الإيواء إلى مدينة «شبه متكاملة» في أقل من أسبوع. استطاعت أمانة منطقة جازان (المنطقة التي تقع الحرب على حدودها) بناء مخيم متكامل، بدءاً من الخيام ومروراً بأعمدة النور ووصولاً إلى شبكة مياه غطت المخيم الذي يحوي أكثر من 700 خيمة تضم 14772 شخصاً، فضلاً عن توفير الطعام والشراب و«الملاهي» للترفيه عن أطفال النازحين. استغرق تجهيز المخيم في أحد المسارحة نحو أسبوع في ثلاث مراحل، كانت أولاها اختيار موقع الأرض الحكومية الواقعة في الجهة الغربية من محافظة أحد المسارحة بمساحة 300 ألف متر مربع، لتكون مقراً لإيواء النازحين، وتم تسخير المعدات كافة لأعمال المسح والتسوية والرش للموقع. وشهدت المرحلة الثانية وصول الخيام بأعداد كبيرة، ونصب 200 عامل 300 خيمة خلال 24 ساعة، بدأ بعدها العاملون في تجهيز المخيم بفتح الشوارع وإنارة الموقع، مع اقتراب وصول النازحين. وبلغ عدد أعمدة النور التي نصبت 120 عموداً، وتم توصيل الكهرباء إلى المخيم، وتوفير إضاءة إضافية داخل الخيام، فضلاً عن تركيب مكيف لكل خيمة. في المرحلة الثالثة، جندت الجهات القائمة على المخيم 34 آلية ثقيلة (19 شاحنة و12 جرافة وثلاث آلات حفر ومقطورتين وصهريجين، قبل أن يتم رش المكان بمبيدات الحشرات على فترتين صباحية ومسائية). كما تم تجهيز موقع للصرف الصحي وتجهيز مقر للفريق المكلف بالعمل على خدمة النازحين في ما يخص الأعمال البلدية بالمخيم على مدار الساعة لتلقي البلاغات والعمل على معالجتها بأسرع ما يمكن وفي زمن قياسي. ولرفع مستوى الخدمة بالمخيم تم توزيع ما يربو على 160 برميلاً سعة 200 لتر و20 حاوية، ولا يزال العمل مستمراً حرصاً على راحة النازحين. وقامت الجهات المختصة بتجهيز موقع للكتيبة الطبية على مساحة تزيد على 30 ألف متر مربع، تمت إنارته بالكامل، كما تقوم بمد جسور التعاون لجميع الكتل العسكرية والمعسكرات المنتشرة في المنطقة في هذه الظروف، إذ تم تزويدها بالمعدات الثقيلة المطلوبة لأعمال التعقيم واقامة المصدات الترابية وبأكثر من 450 حاوية نفايات. كما وفرت 14 سيارة مع عمل ومتخصصين من أطباء ومراقبين للقيام بأعمال الرش بصفة دورية لمخيم الإيواء والمواقع ذات العلاقة، وإنارة وتجهيز المداخل المؤدية الى مخيم لتسهيل حركة الدخول والخروج. وكُلف 100 موظف ومئة عامل من الأمانة بمتابعة حاجات النازحين على مدار الساعة، كما تم تجهيز فرقة مكونة من طبيب بيطري ومراقبين صحيين للعمل على متابعة المطاعم التي تعد الوجبات الغذائية للنازحين (الإعاشة) ومتابعة بقية المحال التي لها علاقة بالصحة العامة بشكل عام وعلى مدار الساعة. ويبلغ عدد النازحين من القرى الحدودية منذ بدء المواجهات على الحدود بين القوات السعودية والمسلحين 24568 شخصاً يسكن 14772 منهم في مخيم الإيواء بينما يقطن 9796 (1618 أسرة) في شقق مفروشة.