واشنطن، كابول - أ ف ب، رويترز - اعلن مسؤول في الجيش الأميركي رفض كشف اسمه ان متمردي حركة «طالبان» سيسحقون في حال واجهوا القوات الأميركية مباشرة، بعد ارسال التعزيزات الجديدة التي اقرها الرئيس الأميركي باراك اوباما الأسبوع الماضي. وتوقع ان يؤدي نشر آلاف من قوات مشاة البحرية الأميركية «المارينز» وجنود البر في افغانستان الى تركيز المتمردين، «الضعفاء في المعارك»، على تفجير عبوات ناسفة وتنفيذ عمليات انتحارية. وفي جولة اجراها على مقر قيادة قوات الحلف الأطلسي في افغانستان قرب مطار كابول، أكد وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس ان زيادة عدد القوات الأميركية ستحدث تحولاً في الحرب المستمرة منذ ثماني سنوات ضد «طالبان». وشدد على ان تحسين التعاون بين الحلفاء وتعزيز قدراتهم والاستراتيجية الجديدة تجعل النجاح في متناول اليد. واستبدل غيتس خطة لتفقد القوات الأميركية في ولاية قندهار بسبب سوء الطقس بزيارة قاعدة لتدريب سلاح الجو الأفغاني. وأبلغه القادة التحديات التي يواجهونها في تدريب القوات الأفغانية والذي يعتبر احد ركائز الاستراتيجية الجديدة لإنجاز بدء الانسحاب. وقال نائب قائد القوات الأجنبية في افغانستان اللواء ديفيد رودريغيز ان مشاكل التجنيد تظهر جلياً في الجنوب، حيث تدور اعنف المعارك. وأشار غيتس الى ان الهدف هو رفع عدد الجيش الأفغاني الى 134 الف جندي بحلول نهاية 2010، وإلى 240 الف عنصر على المدى البعيد. وكان وزير الدفاع الأميركي التقى الرئيس الأفغاني حميد كارزاي اول من امس، ووعد بألا تسحب واشنطن قواتها فجأة. وبدا أيضاً أنه يخفف من حدة موقف بلاده من كارزاي في شأن قضية الفساد التي يركز عليها الغرب منذ فوز كارزاي بالانتخابات التي اجريت في 20 آب (اغسطس) الماضي، اذ أشاد ببعض الوزراء في الحكومة الأفغانية، معترفاً بأن الغرب يتحمل بعض اللوم في هذه المشكلة بسبب أسلوب إدارته لعقود المساعدات، وإعادة الإعمار الضخمة. ومن المقرر أن يعلن كارزاي تشكيلة حكومته الجديدة السبت، في وقت أبدى ديبلوماسيون غربيون تفاؤلهم باختيار أشخاص يثقون بهم لتسلم حقائب وزارات الأمن والصحة والزراعة، حيث تنفق معظم أموال المساعدات. واتفقت كابول والأمم المتحدة على عقد مؤتمر لمكافحة الفساد من 15 إلى 17 الشهر الجاري. الى ذلك، اعلن الموفد الأميركي الخاص الى افغانستان وباكستان ريتشارد هولبروك انه يجب استئناف عملية اعادة الإعمار المدنية في افغانستان «من الصفر». وقال في مقابلة نشرتها «سودوتشيه تسايتونغ» إن «توزيع المسؤوليات في مجال اعادة الإعمار كان معقداً، لذا لم يحقق الكثير»، مقترحاً اهتمام البريطانيين بمسألة المخدرات والألمان بالتدريب والإيطاليين بالنظام التشريعي». وزاد: «في نهاية الأمر وفي السنة التاسعة للحرب، يجب ان نستأنف كل شيء من الصفر. وفي مقدم اولوياتنا تدريب قوات الأمن الأفغانية لأنه بهذه الطريقة فقط يمكن ان يبدأ الحلفاء وضع جدول زمني للانسحاب». وأقر هولبروك بأن المشاكل «ضخمة» في هذا المجال، مشيراً الى انه الى جانب الفساد والإدمان على المخدرات، حصل سوء تقدير لحجم الأمية. وقال «كان علي طلب ادخال القراءة والكتابة على جدول اعمال تدريب عناصر الشرطة المتدرجين قبل اي شيء آخر». وأشار الى زيادة عدد رجال الشرطة الأفغانية الى 160 الفاً في السنوات الثلاث او الأربع المقبلة «سيكون امراً جيداً اذا حصل، لكنني ضقت ذرعاً بأرقام عشوائية لا علاقة لها بالواقع يحددها خبراء». وذكر هولبروك بأن اصلاح الزراعة الأفغانية يعتبر اكبر برنامج مساعدة دولية لأفغانستان التي كانت حتى نهاية السبعينات من القرن العشرين اكبر مصدر للمنتجات الزراعية الى آسيا الوسطى كلها. على صعيد آخر، قررت وزارة الخارجية الأميركية عدم تجديد عقد شركة مجموعة «آرمور» الأمنية التي تتخذ من فرجينيا مقراً لها، بسبب تورطها في اتهامات موجهة الى حراس في السفارة الأميركية بالسكر والسلوك الجنسي السيئ. وقال مارك تونر، الناطق باسم وزارة الخارجية: «لن يجدد عقد آرمور الذي ينتهي في حزيران (يونيو) المقبل، لكنه سيمدد ستة أشهر كي يتسنى طرح العقد لتلقي عروض جديدة». وتفجرت فضيحة السفارة الأميركية في كابول في ايلول (سبتمبر) الماضي، حين اتهمت جماعة مراقبة مجموعة «آرمور» بتعريض أمن السفارة للخطر بسبب نقص عدد الحراس وتجاهل انتهاكات في السلوك، وقدمت صوراً كأدلة. وأكد مسؤولون في وزارة الخارجية الأميركية إن سلامة موظفي السفارة لم تتعرض للخطر، ثم اعلنوا فصل أو استقالة 12 من حراس السفارة واستبدال الإدارة العليا لمجموعة آرمور بكاملها في كابول.