توفي أمس أسير فلسطيني محرر بعد ثلاثة أشهر من إطلاق سراحه إثر مضاعفات خطيرة نجمت عن خطأ طبي تعرض له أثناء وجوده في الأسر. وأعلن مستشفى الميزان التخصصي في الخليل في بيان أن الأطباء لم يتمكنوا من إنقاذ حياة الأسير المحرر جعفر ابراهيم عوض (22 سنة) من بلدة بيت أمر شمال الخليل، والذي ادخل الى قسم العناية المكثفة في المستشفى بعد الإفراج عنه من سجون الاحتلال قبل ثلاثة اشهر بسبب سوء وضعه الصحي. وقال البيان: «ان عوض كان يعاني من التهاب رئوي حاد ومشاكل في التنفس وضعف شديد في عضلة القلب، إضافة إلى مرض السكري، وخلل في الغدة الدرقية والبنكرياس، وتضخم عضلات الرقبة، وعدم القدرة على النطق وآلام بالرأس، وارتجاف الجسم، وضعف النظر». وأوضح رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع ان عوض الذي امضى في السجون الاسرائيلية أكثر من ثلاثة أعوام، أصيب بأمراض خطيرة عدة اثر خطأ طبي قادت الى وفاته. وأضاف: «أعطي عوض إبر أنسولين بالخطأ في سجن ايشل في بئر السبع، ما أدى إلى مضاعفات خطيرة تسببت في استشهاده». وقال ان عوض أحد ضحايا الإهمال الطبي في السجون الاسرائيلية، مضيفاً: «يتعرض الاسرى الى اخطاء وجرائم طبية خطيرة». وقال: «ان السلطات الاسرائيلية تتحمل المسؤولية عن هذه الجرائم التي تنتهك ابسط الأعراف والشرائع الإنسانية والدولية». وقال نادي الأسير الفلسطيني في بيان: «اعتقل الاحتلال عوض في الأول من تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2013، وعانى خلال اعتقاله من أمراض عدة، أبرزها مشاكل في الغدة الدرقية، إضافة إلى مشاكل في العيون، وإصابته بالسكري». وأضاف: «تدهور وضعه الصحي في شكل مفاجئ، ودخل في غيبوبة في سجون الاحتلال في كانون الاول (ديسمبر) العام الماضي، ونقل إثر ذلك إلى العناية المكثفة في مستشفى أساف هروفيه، وأكد الأطباء في حينه أنه مصاب بالتهاب رئوي حاد، ومكث فترة وجيزة، أعاده الاحتلال بعدها إلى عيادة سجن الرملة على رغم أن وضعه الصحي كان صعباً ويقتضي إبقائه في المستشفى». وتابع: «بعد جهود قانونية، أفرج عنه في 21 كانون الثاني (يناير) العام الحالي بكفالة مالية، وبدأت رحلته مع العلاج بالتنقل من مستشفى الى آخر إلى أن استشهد صباح اليوم (أمس) في مستشفى الميزان التخصصي في محافظة الخليل». وقال ان عوض كان يحلم قبل استشهاده بأن يكمل دراسته في الهندسة. وشيّع جثمان الشهيد عوض امس في موكب مهيب في بلدة بيت امر. وعقب التشييع، وقعت مواجهات مع الاحتلال سقط خلالها شهيد ثانٍ. وقال اهالي البلدة ان عشرات الشبان هاجموا جنود الاحتلال على مدخل البلدة وأمطروهم بالحجارة، وأن الجنود اطلقوا النار على المتظاهرين، ما ادى الى سقوط الشاب زياد عوض، وهو من اقرباء واصدقاء جعفر عوض، وإصابة عدد آخر بجروح.