أكد السفير الفرنسي في دمشق إريك شوفالييه، أن بلاده «لن توقف التعاون مع سورية»، لأنها «قررت إعادة تقويم آثار اتفاق الشراكة على اقتصادها». وأشار إلى أن باريس «ستستمر في تطوير علاقاتها مع دمشق في كل المجالات مستفيدة من المظلة السياسية» من الرئيسين بشار الأسد ونيكولا ساركوزي. وكان شوفالييه يتحدث الى «الحياة»، في مناسبة تبادل زيارات من الجانبين في الأيام المقبلة. وأجرى وفد فرنسي أمس، يضم ممثلين عن وزارة النقل وشركة «آرباص» برئاسة نيكولا غاليه ومساعد المستشار الديبلوماسي في الإليزية جان ديفيد لافيت، محادثات مع مسؤولين سوريين لمتابعة «أمور فنية» تخص نية سورية شراء طائرات «آرباص». كما يزور وزير المال السوري محمد الحسين باريس اليوم للقاء وزيرة الاقتصاد الفرنسية كريستين لاغاراد تمهيداً لزيارتها الى دمشق في 17 من هذا الشهر. ويرافق لاغارد 30 رجل أعمال فرنسي يهتمّون بقطاعات النقل والطاقة والبنية التحتية والصناعات الغذائية والاتصالات والسيارات. ويتضمن برنامج زيارة الوفد الفرنسي لقاءات ثنائية مع نظرائهم السوريين في 16 من الجاري، بتنظيم من مجلس رجال الأعمال السوري - الفرنسي، على أن تجري لاغارد في اليوم اللاحق لقاءات مع المسؤولين السوريين الكبار، بينهم رئيس الوزراء محمد ناجي عطري ونائبه للشؤون الاقتصادية عبد الله الدردري. وستُعقد جلسة مفتوحة مع رجال الأعمال في البلدين في حضور الدرردي ووزيري: النقل يعرب بدر والاقتصاد عامر لطفي ورئيس هيئة التخطيط تيسير رداوي. وعلمت «الحياة» أن عدداً من الاتفاقات بينها واحد لإنشاء مترو في دمشق، ستوقع في ختام زيارة لاغاراد. وأعلن عطري مساء اول امس، أن «من حق سورية النظر في رفع سقف المطالب لتحقيق التكافؤ، على اعتبار أن الشراكة هي تكافؤ وتنفيذ لمقولة لنربح معاً». وأشار إلى «أننا في مرحلة إعادة القراءة، ما كان يصلح عام 2004 ( لدى التأشير بالأحرف الأولى على نص الاتفاق) قد لا يصلح الآن، الظروف تغيرت». وقال شوفاليه ل «الحياة» إن لسورية «الحق في تدقيق آثار الاتفاق على اقتصادها، وهذا مسؤولية أي دولة قبل توقيع أي اتفاق». وأضاف: «لا نزال نؤمن في أن من مصلحة سورية وأوروبا توقيع الاتفاق، لأنها توفر إطاراً واسعاً لتكثيف التعاون بين الجانبين». ومما قاله شوفاليه عن موقف بلاده من الشراكة، أن الاتحاد الأوروبي أكد لسورية بداية تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، انه «جاهز لتوقيع الاتفاق، ولم يحدد موعداً لذلك، وكانت الفرصة الأولى في 26 تشرين الأول». وأسف «لأي سوء فهم لأن ذلك لم يكن هدفنا». وإذ أمل في توقيع الاتفاق في اقرب وقت، اشار الى ان الجانب الاوروبي «ينتظر» نتائج تقويم سورية لآثار الشراكة. لكن شوفاليه أكد أن بلاده «لن توقف» التعاون مع سورية الى حين توقيع اتفاق الشراكة، بل «ستواصله وتكثفه بعد تأمين المظلة السياسية بفضل الثقة الكاملة بين الأسد وساركوزي، وسنطور العلاقات سياسياً واقتصادياً وثقافياً وتنموياً». ولفت إلى مسارين، «الشراكة ونأمل توقيعها في اقرب وقت، والعلاقات الثنائية التي سنواصل تطويرها». ورأى أن «سورية مهمة في ذاتها ولديها موقف استراتيجي لتكون رابطاً إقليمياً بين العراق والبحر الأبيض المتوسط وبين الخليج وتركيا». وأوضح أنها «رؤية الرئيس الاسد، في أن يوجد بعد وطني وآخر إقليمي، ونحن ندعم هذه الرؤية الاستراتيجية».