نجح اجتماع وزراء الدول المصدرة للغاز الذي افتتحه أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمس، في اختيار الروسي ليونيد بوخافوميسكي لتولي مهمات أول أمين عام ل «منتدى الدول المصدرة للغاز»، وسط أجواء تشهد انخفاضاً في أسعار الغاز مقارنة بأسعار النفط كما لفت إلى ذلك أمير قطر. وبدا واضحاً أن قضية أسعار الغاز المنخفضة وسبل تعزيز التعاون بين الدول المنتجة للغاز وتطوير الحوار مع الدول المستهلكة حظيت باهتمام الاجتماع الوزاري الذي شارك فيه وزراء الطاقة في روسيا وقطر وإيران والجزائر ومصر وليبيا ونيجيريا، إضافة إلى مسؤولين كبار في وزارات الطاقة في فنزويلا وبوليفيا وغينيا الإستوائية ، وبمشاركة مراقبين هم هولندا والنرويج والإمارات باعتبارها ضيف شرف. وأطلقت قطر مواقف ودعوات مهمة على لسان أميرها تهدف إلى تعزيز الحوار بين المنتجين للغاز والمستهلكين له وتركز على أهمية تحقيق أسعار عادلة للمادة، لا سيما أن قطر وفقاً للنائب الأول لرئيس الوزراء ووزير الطاقة والصناعة عبد الله العطية «أصبحت الآن أكبر مصدر وناقل في العالم للغاز الطبيعي حيث يعمل الآن 11 خطاً من أصل 14 لإنتاج الغاز منها 3 خطوط ضخمة من أصل 6 خطوط لإنتاج الغاز الطبيعي المسيل وتبلغ طاقة الواحد منها 7,8 مليون طن مترى سنوياً. وفيما رأى أمير قطر أن الاجتماع الوزاري للدول المصدرة للغاز يشكل فرصة لدرس الواقع الراهن لصناعة الغاز وأسواقها وما تواجهه من تحديات سواء فنية أو لوجستية أو سياسية قال في تعهد واضح، إننا ندرك الأعباء الملقاة على عاتقنا وتتمثل في تطوير الثروة الغازية وجعلها متاحة للدول المستهلكة في أنحاء العالم كافة. وأضاف: أن ذلك يقتضي تأمين استثمارات ضخمة ومصادر بشرية مؤهلة وتسخير أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا لزيادة الاحتياط القابل للاستخراج وخفض تكلفة الإنتاج والتسييل والنقل. وأكد أهمية منتدى الغاز في حماية الحقوق السيادية للدول بتطوير مصادرها الغازية والتنسيق في ما بينها للحصول على عوائد مجزية، داعياً الدول المنتجة للغاز إلى تنسيق جهودها في سبيل إيصاله إلى الدول المستهلكة بأسعار عادلة. ولفت إلى أن الارتفاع في أسعار النفط هذه السنة لم يقابله ارتفاع مماثل في أسعار الغاز وأعرب عن أمله بأن يكون هذا الوضع موقتاً، ودعا إلى درس أسباب الانفصام بين أسعار النفط وأسعار الغاز لإعادة الترابط بينهما. وأكد أمير قطر تزايد الطلب على الغاز خلال السنوات الأخيرة في شكل كبير وعزا ذلك إلى ما يتمتع به من ميزات بيئية وتشغيلية، لكنه رأى أن ضمان استمرار هذا النمو منوط بالتغلب على التحديات التي تواجهها صناعة الغاز على الأصعدة التكنولوجية والاقتصادية والتسويقية.