ظفر الهلال بصدارة المجموعة الثالثة في دوري أبطال آسيا، مناصفة مع السد القطري، بعدما كسب ضيفه فولاذ الإيراني بهدفين من دون رد، في المباراة التي احتضنها إستاد الملك فهد الدولي بالرياض، في الوقت الذي خسر السد أمام لوكوموتيف الأوزبكي بخماسية نظيفة في المجموعة ذاتها. بينما تراجع النصر إلى المركز الثالث في المجموعة الأولى، إثر خسارته أمام بيروزي الإيراني في طهران بهدف من دون رد، فيما تغلب فريق لخويا القطري على بونيودكور الأوزبكي في المجموعة ذاتها بهدف نظيف. الهلال - فولاذ بسط الهلال نفوذه على مساحات الميدان باكراً، بتنظيم فني وتكتيكي جيد بين الخطوط الثلاث، افتقد إلى القوة الهجومية، في ظل اعتماد المدرب اليوناني دونيس على ناصر الشمراني وحيداً في خط المقدمة، على رغم التراجع الكبير للضيوف إلى خطوطهم الخلفية والاكتفاء بالهجمات المرتدة. المدرب الهلالي لجأ إلى تكثيف منطقة المناورة بأكثر عدد من اللاعبين، إذ وجد فيصل درويش وسالم الدوسري وعبدالعزيز الدوسري ونيفيز كلاعبين صريحين في منتصف الميدان، إلى جانب تحركات ياسر الشهراني وعبدالله الزوري كظهيرين وهميين، إذ تركزت أدوارهما على الشق الهجومي، في الوقت الذي وقف الثلاثي محمد جحفلي والكوري الجنوبي كواك تاي هي والبرازيلي ديقاو في خط الدفاع، وجاءت أول المحاولات الحقيقة من قدم نيفيز عندما أرسل كرة جميلة اعتلت العارضة بقليل (13)، أتبعه الزوري بتسديدة قوة مرت بجوار القائم الأيمن (15)، قبل أن ينسل نيفيز بين المدافعين خلف تمريرة هائلة من ناصر الشمراني تدخل الحارس في الوقت المناسب وأنقذ الموقف (20)، ووسط النشوة الهلالية والاندفاع المبالغ فيه صوب الخطوط الأمامية انطلق مهاجم فولاذ إسماعيل شريفات من الجهة اليمنى واجه المرمى وسدد كرة قوية جداً أنقذها بصعوبة خالد شراحيلي (30). وفي الربع ساعة الأخيرة من الحصة الأولى، أحكم الهلال قبضته تماماً على مجريات اللعب، ورسم لاعبوه جملاً فنية رائعة، أصطدمت بحصون دفاعية قوية للضيوف، وكاد سالم الدوسري ونيفيز يكسران تلك الدفاعات بعد أن تبادلا أكثر من كرة بكل سلاسة، وصلت في المطاف الأخير لنيفيز أرسلها بكل أناقة مرت بجوار القائم الأيمن (40). لم يجد الهلال صعوبة في مواصلة الهيمنة الميدانية في الشوط الثاني، ونجح ناصر الشمراني في قص شريط الأهداف باكراً، عندما أنبرى لعرضية مثالية من سالم الدوسري من الشق الأيمن وغمزها في حلق المرمى كهدف أول (46)، ولم يقف لاعبو الأزرق عند هدف التعادل، بل استمروا في ضغطهم الهجومي صوب مرمى الضيوف، وكاد نيفيز أن يدرك الهدف الثاني إثر تسديدة قوية تصدى لها الحارس علي رضا سليمي على دفعتين (51)، وحاول عبدالعزيز الدوسري بتسديدة أخرى ارتطمت بالقائم الأيسر (55). الضغط الهلالي أوجد ثغرات بين دفاعات الفريق الإيراني، إلى جانب الأخطاء الفردية التي استغل أحدها ياسر الشهراني عندما افتك كرة من بين أقدام المدافع وأرسل كرة زاحفة سكنت على يمين الحارس علي رضا سليمي كهدف ثان (60). النصر - بيروزي تلقى فريق النصر خسارته الأولى على الصعيد الآسيوي من بيروزي الايراني، في مباراة أقيمت في إيران، وهُزم النصر بهدف من دون مقابل، وهبط إلى المركز الثالث بعد انتصار لخويا القطري على بونيودكور الأوزبكي، ليرفع الفريق القطري رصيده إلى 7 نقاط في المركز الثاني، في مقابل 5 نقاط للنصر في المركز الثالث، فيما احتفظ بيروزي بصدارة المجموعة ببلوغه النقطة التاسعة. وجاءت بداية المباراة، التي انتفض فيها أصحاب الأرض وبدأوا في نواياهم الهجومية، ومع الدقيقة 4 ومن هجمة مرتدة للفريق الإيراني من منتصف الملعب تجاوز معها المدافع البحريني محمد حسين قبل أن يتعرض للإعاقة من المدافع عمر هوساوي قبل حدود منطقة الجزاء، ليحتسب على إثرها الحكم الصيني خطأ على رأس منطقة الجزاء ويمنح هوساوي البطاقة الصفراء، غير أن النصر عاد وبقوة في الدخول لأجواء المباراة وهدد مرمى بيروزي الإيراني في أكثر من مناسبة كاد يخطف من خلالها النصر هدف التقدم لولا أن التسرع حرم الفريق من التسجيل، وكان من أبرزها في الدقيقة 9 بعد عرضية البولندي أدريان للمهاجم ويلا التي صوبها رأسية خطيرة إلى خارج الملعب، وكذلك الفرصة في الدقيقة 10 من المهاجم ويلا عبر تصويبة قوية جداً من خارج منطقة الجزاء، وبعدها بأربع دقائق ولكن هذه المرة تسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء للاعب شايع شراحيلي. قبل أن يضطر الحكم الصيني لإيقاف المباراة في الدقيقة 17، وذلك لإصابة الحارس عبدالله العنزي الذي أنقذ فريقه من فرصة هدف محقق في الدقيقة 34 بعد رأسية مخادعة من أحد مهاجمي بيروزي داخل منطقة الجزاء، بيد أن العنزي تألق وأبعد الكرة إلى خارج الملعب ركلة زاوية. وواصل النصر ظهوره الفني المميز وتهديده القوي لمرمى بيروزي لولا أن تألق حارس ودفاعات الفريق الإيراني حال دون الاستفادة من هذه الفرص، وقبل نهاية الشوط الأول منح الحكم الصيني مدافع بيروزي الأيمن البطاقة الصفراء الثانية في المباراة، وذلك بعد مخاشنته للمهاجم أرماندو ويلا. وسدد البولندي أدريان في الدقيقة 55 كرة قوية من خارج منطقة الجزاء شكلت خطورة كبيرة على مرمى بيروزي، وفي الدقيقة 61 احتسب الحكم الصيني ركلة جزاء غريبة لفريق بيروزي الإيراني احتج عليها لاعبو النصر كثيراً، تقدم لتنفيذها مهدي علي ووضعها سهلة داخل الشباك النصراوية، الدقيقة 63 دفع فيها المدرب بورقتين بدخول كل من أحمد الفريدي والأوروغوياني فابيان بديلين عن المصاب خالد الغامدي وحسن الراهب، ليبدأ الفريق الأصفر رحلة العودة من جديد في البحث عن تحقيق هدف التعادل، وعادت المباراة للإيقاف الاضطراري لخمس دقائق بعد تشابك لاعبي الفريقين، ما أدى إلى تدخل الحكمين المساعدين والحكم الرابع وعدد من لاعبي الاحتياط في فريق بيروزي. وفي الدقيقة 75 ضاعت فرصة التعادل لفريق النصر بعدما تجاوز أحمد الفريدي أكثر من مدافع، قبل أن يلعبها عرضية للمتمركز أدريان الذي صوبها قوية غير أنها اصطدمت في القائم الأيسر. الدقيقة 79 فقد فيها النصر أحد أهم عناصره الفنية المؤثرة والمهمة بعد تعرض أحمد الفريدي للخشونة من أحد لاعبي بيروزي، ليقرر بعدها مدرب النصر استبداله ودخول يحيى الشهري، وعلى رغم سوء الظروف التي واجهها النصر في هذا الشوط إلا أن لاعبيه واصلوا بحثهم الجاد عن تحقيق نتيجة التعادل، وكاد أدريان في فرصتين متتاليتين أن يصل إلى شباك الفريق الإيراني وسط استبسال لاعبي الأخير في المحافظة على شباكهم نظيفة على رغم الدقائق ال6 التي منحها الحكم الصيني المهزوز، إلا أنها لم تكن كافية لفريق النصر.