قدّر الرئيس التنفيذي لمجموعة سدكو القابضة أنيس مؤمنة، استثمارات الشركات العائلية السعودية المتعثرة بنحو 25 بليون ريال، مشيراً إلى أنها مبالغ غير مستفاد منها في الاقتصاد السعودي. وقال مؤمنة ل«الحياة» على هامش ملتقى الشركات العائلية في جدة أمس، إن الشركات العائلية تمثل 30 في المئة من الناتج المحلي في السعودية، وتبلغ استثماراتها 250 بليون ريال، مشدداً على أهمية تطبيق الحوكمة في الشركات العائلية بما يضمن عدم وجود تعثر في هذا القطاع المهم من الاقتصاد الوطني. وأضاف: «أن اعتماد الهيكلية الصحيحة للحوكمة يسمح بوصول الشركات العائلية إلى مستوى عال من النجاح، إذ يعد نموذج الشركات العائلية مرتكزاً مهماً يستند عليه اقتصاد المملكة، ويتحكم أفراد العائلة بتوجهات ونشاطات الشركة». وأوضح أنه بحسب الإحصاءات العالمية فإن 80 في المئة من الشركات العائلية تقف عند الجيل الثالث من الأبناء، والحوكمة تؤدي إلى استمرار الشركة وانتقال سلس من جيل إلى آخر. وأشار إلى أن أبرز التحديات التي تواجه الشركات العائلية تتمثل في «تزايد مخاطر النزاعات العائلية مع نمو الشركة، والتي غالباً ما تصبح حافزاً لمشكلات أكبر قد تهدد استمرارية الشركة، ولا تزال العديد من الشركات العائلية في السعودية تفتقر لوجود آليات عمل واضحة». وتابع: «هناك أيضاً مسألة الخصوصية التي تتصف بها الشركات العائلية، إذ تسمح عضوية مجلس الإدارة للغرباء بالاطلاع على بعض المعلومات الحساسة والشخصية للعائلة، والتي يصعب التصريح بها من أفراد العائلة». وأوضح أن توريث الإدارة من جيل إلى آخر واقع تواجهه غالبية الشركات العائلية في المنطقة، وتدار معظم الشركات العائلية اليوم عن طريق الجيل الثاني تقريباً، و20 في المئة منها يتولى إدارتها الجيل الثالث». بدورها، أكدت المستشارة وخبيرة الممارسة للمسؤولية الاجتماعية وحوكمة الشركات فاتن اليافي، أهمية دور المرأة الإيجابي في الشركات العائلية ومجالس الإدارات، وقالت: «إن المرأة تحظى بدور مهم في تعزيز اقتصادات المملكة ودول الخليج باعتبارها تشكل الركيزة الأساسية للقطاع الخاص في العديد من المجالات التجارية والاستثمارية والتمويلية وغيرها، ما يسهم في دفع عجلة النمو الاقتصادي وتنوعه في الشركات العائلية». وأبانت خلال إحدى جلسات المنتدى أن ما يميز المرأة أنها تتبنى العديد من القيم لتحقيق وجودها الفاعل في مسيرة التنمية الشاملة التي تشهدها المملكة، وكذلك دورها الفعال في إطار المسؤولية الاجتماعية، ما يعزز من دورها الرائد في تحقيق التوازن داخل المجتمع السعودي. وأشارت إلى أن هناك مجموعة من القضايا التي واجهت المرأة في الشركات العائلية مثل قضايا الأسرة والقضايا الاجتماعية، وأيضاً التحديات المختلفة كالمنافسة وحل النزاعات وتحدي اختيار المرشحين، لافتة إلى دور المرأة في نجاح الشركات العائلية من خلال تعزيز الدور وتنظيم العلاقة بين الشركة والأسرة ومساهمتها في تفعيل حوكمة الشركات العائلية وتعزيز الشفافية والإفصاح، واستخدامها لبرامج تمكين المرأة ليساعد في تدريبها وتمكينها لتتولى مناصب قيادية في الشركات العائلية. من جانبها، أشارت المديرة التنفيذية لمركز خديجة بنت خويلد الدكتورة بسمة العمير إلى أن الدعم الذي يقدمه مؤسس أو مدير الشركة العائلية لتعزيز دور المرأة يشكل أهمية كبيرة، إذ ينعكس ذلك بشكل معنوي وعملي عليها، فضلاً عن التأسيس لثقافة عمل وبيئة مجتمعية داخل وخارج الشركة، ما يؤثر في إنتاجية الشركة واستدامة أعمالها وتواصلها في عملية التنمية الاقتصادية الوطنية». وبينت العمير أن نسبة تقلّد المرأة لمناصب إدارية عليا ارتفعت من 19 في المئة في عام 2004 إلى 24 في المئة عام 2014، موضحة أن من معوقات مشاركة المرأة في الشركات العائلية الخلفية الثقافية للمجتمع الذكوري، والفجوة الشاسعة بين متطلبات الأعمال ومدى تعليم المرأة أو تدريبها، وفقدان المرأة للاهتمام أو الحماسة، فضلاً عن المنافسة الشرسة داخل العائلات الكبرى على عدد محدود من الأدوار الرئيسة. واستعرضت العمير أدوار النساء في الشركات العائلية والتي ترتبط بالعمليات اليومية للشركة وترويج ثقافة العائلية والتعريف بقيمتها، فضلاً عن تولي إدارة الأنشطة الخيرية، إذ كشفت دراسة أن 50 في المئة من السيدات يتولين إدارة الأنشطة الخيرية في عائلاتهن، وأكثر من 90 في المئة يتوقعون أن تتولى السيدات أدواراً خيرية خلال الأعوام المقبلة.