استقبل رئيس الاستخبارات المصرية الوزير عمر سليمان أمس وفد لجنة الوفاق والمصالحة بقيادة الدكتور إياد السراج الذي وصل إلى القاهرة قادماً من غزة لطرح مقترحات قد تسهم في الخروج من الأزمة الراهنة التي تتعرض لها جهود المصالحة المصرية التي تبذلها القاهرة من أجل رأب الصدع وإنهاء الانقسام الجاري في الساحة الفلسطينية بين حركتي «فتح» و«حماس». وقال السراج عقب اللقاء: «إن الوزير سليمان أخبرنا بأن مصر ستتابع جهودها ولم تفقد الأمل وأبوابها مفتوحة دائماً أمام حماس للتوقيع على الورقة»، مشيراً إلى أن قادة الحركة يزورون القاهرة دائماً. وأضاف: «إن الوزير سليمان أكد أن مصر لن تسمح بفتح الورقة على الإطلاق من أجل إجراء أي تعديلات فيها». ووصف ملاحظات «حماس» بأنها «شكلية»، لافتاً إلى أنه سيتم بحث هذه الملاحظات والأخذ بها عند التطبيق على الأرض. ونقل السراج عن سليمان قوله ان لدى حركة «فتح» ملاحظات أكثر من «حماس» على الورقة، وعلى رغم ذلك وقعت. وأضاف السراج: «متفقون مع موقف مصر، وسنتصل بقيادات حماس ونحاول أن نقنعها بالتوقيع»، وقال: «أعتقد أنهم سيوافقون على التوقيع». من جانبه، قال مصدر مصري رفيع ل «الحياة» إن «مصر لم تغير ولن تغير في الورقة المصرية»، نافياً ما تردد من أنها في صدد طرح ورقة جديدة للمصالحة، وأضاف: «متمسكون بموقفنا الداعي إلى ضرورة توقيع حماس على الورقة قبل فتحها مثلما فعلت «فتح» التي لديها أيضا تحفظات، لذلك «حماس» مطالبة بالتوقيع أولاً ثم سيتم بحث الملاحظات ومناقشة أي تحفظات لاحقاً». وشدد على أن مصر لن تستجيب أي تدخلات من أجل تغيير هذا الموقف. وعن صحة ما تردد من أن الأميركيين دعوا مصر الى تجميد الجهود التي تبذلها من أجل المصالحة، أجاب: «إن مصر متمسكة في الاستمرار في بذل ما في وسعها من أجل إنجاز المصالحة، ولن نتغاضى عن ذلك ولن يثنينا أي شيء عن المضي في هذا من أجل تحقيق المصالحة». واعتبر أن مصر لا يعنيها على الإطلاق إن كانت المصالحة ضد إرادة أو رغبة الآخرين، مشيراً إلى أن هناك قراراً من القيادة السياسية على المضي قدماً في جهود المصالحة من أجل إنهاء الانقسام واسترداد اللحمة الفلسطينية. ولفت إلى أن مصر تجري اتصالات ولقاءات مع كل القوى التي يمكن أن تقوم بدور إيجابي في هذا الصدد. ووصف المصدر ملاحظات «حماس» بأنها سطحية، موضحاً أن «قادة حماس يدركون تماماً أن ملاحظاتهم شكلية»، معرباً عن اعتقاده بأنه إذا تمت الاستجابة لها، فإنهم سيختلقون ملاحظات جديدة، وقال: «آن الآوان كي نقول كفى، فالمتضرر الأكبر من هذا الانقسام هو الشعب الفلسطيني الذي يدفع ثمن ذلك»، لافتاً إلى أن مصر مثابرة وعازمة على العمل من أجل رأب الصدع ورفع المعاناة عن الفلسطينيين.