ركزت محادثات الرئيس اللبناني ميشال سليمان مع زواره المحليين والاجانب على أهمية الاستقرار في الداخل اللبناني وعلى علاقات لبنان الخارجية إقليمياً ودولياً، «بعد عودته الى موقعه ودوره على الخريطة الدولية ومسيرة الاستقرار السياسي والامني والاقتصادي التي يشهدها منذ شهور». والتقى سليمان وفداً من «كتلة الوفاء للمقاومة» النيابية برئاسة محمد رعد، وتطرق البحث الى الانتخابات والتعيينات، إضافة الى ما حصل من اعتداء على دورية للجيش على طريق رياق وموضوع الموازنة. واعتبر رعد في تصريح ان «الجو مطمئن ويدعو الى التفاؤل في ظل الحرص على معالجة الامور بالحكمة والحزم لمنع أي تحرش أو اعتداء على المؤسسة الوطنية، وهذا ما أكدناه. وأيضاً هناك تعهد بالتعاطي مع كل حاجات اللبنانيين وقضاياهم على قاعدة الإنماء المتوازن لكل المناطق. والجو كان مريحاً جداً». ونفى ان يكون طرح الوفد مع سليمان طلب التدخل لحل الازمة القائمة بين «حزب الله» ومصر. واعتبر ان «الاكثرية النيابية هي عادة المعنية بتحقيق النصاب في المجلس النيابي. ونحن كمعارضة نصر على التجاوب مع المطالب الحيوية للمواطنين، والكرة هي في ملعب الاكثرية». وعن التنسيق بين الجيش والمقاومة للقبض على المعتدين على الجيش في رياق، اكد رعد ان «هناك تعاوناً إيجابياً لمعالجة هذا الموضوع، ونحن لا نقبل أي اعتداء من أي جهة يصدر على المؤسسة الوطنية الأم». والتقى سليمان رئيس وزراء بلجيكا هيرمان فان رومبوي ووزير الدفاع بيتر دوكريم اللذين يزوران لبنان، وعرض معهما العلاقات الثنائية الجيدة بين البلدين، شاكراً لبلجيكا «المساعدات التي قدمتها ولا تزال في شتى الميادين إضافة الى مساهمتها الفاعلة في قوات «يونيفيل». وتركز البحث على موضوع التعاون العسكري وبيع معدّات وآليات تشمل دبابات من طراز «ليوبارد» الى الجيش بأسعار تشجيعية. وأجمع الجانبان اللبناني والبلجيكي بحسب البيان الصادر عن المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية، «على ضرورة الافادة من مناخ الحوار الذي تلوح بوادره في ظل التوجهات الجديدة للإدارة الاميركية بعد انتخاب الرئيس باراك اوباما». كما التقى سليمان نائب رئيس الوزراء وزير خارجية مالطا تونيو بورغ الذي ابلغه «دعم بلاده من خلال عضويتها في الاتحاد الاوروبي للبنان وسيادته وكذلك للقضية الفلسطينية»، مشدداً على «رغبة مالطا في تعزيز العلاقات السياسية والتجارية مع لبنان. وأجرى المسؤول البلجيكي محادثات مع كل من رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة. وزار رومبي ضريح الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري في قلب بيروت في حضور رئيس «كتلة المستقبل» النيابية سعد الحريري، ووضع اكليلاً من الزهر على الضريح. ولدى مغادرته قال ان بلاده «من الاصدقاء الكبار لهذا البلد، ولدينا 400 جندي يعملون في اطار «يونيفيل»، كما ان العلاقات الديبلوماسية بين البلدين تعود الى العام 1985 ونحن لم نترك هذا البلد حتى في عز الحرب الاهلية التي شهدها». وتوقف عند الانتخابات النيابية المقبلة، ورأى ان «كل شيء يعتمد على نتائجها، ونأمل ان تسفر عن قيام حكومة تؤمّن الازدهار والتقدم للبنان». واعتبر الحريري ان «الانتخابات ستبدأ فعلياً خلال 15 أو عشرين يوماً من الآن من خلال الحملات التي ستبدأ، وسنرى لبنان مختلفاً مع نشر صور المرشحين في كل المناطق، فهذه هي الانتخابات في لبنان». وقال: «من ناحيتنا، نحن نقوم بحملة من اجل تطوير اقتصاد لبنان وتحقيق الحرية والسيادة لما فيه مصلحة وخير اللبنانيين. فنحن نريد لبنان الوطن الذي يحدد فيه اللبنانيون بأنفسهم ماذا يريدون لا ان يحدد غيرهم عنهم ذلك. هذه هي طروحات قوى الرابع عشر من آذار وهذا هو الحلم الذي نزل من اجله اللبنانيون في الرابع عشر من آذار». وأجرى وزير الخارجية فوزي صلوخ محادثات رسمية مع نظيره المالطي بورغ. وعقد الوزيران مؤتمراً صحافياً مشتركاً اوضح خلاله صلوخ انهما «وقعا اتفاقات حول الضرائب ورحبنا باحتمال مساهمة مالطا في البعثة الاوروبية لمراقبة حسن سير العملية الانتخابية النيابية». ولفت صلوخ الى انه أبلغ نظيره المالطي «التزام لبنان الكامل تطبيق القرار 1701 اذ لا تزال اسرائيل تمعن في خروقها اليومية وانتهاكاتها المتكررة للسيادة اللبنانية، وبحثنا في موضوع عملية السلام في الشرق الاوسط واحتمال معاودة التفاوض في ضوء الحماسة التي يبديها الرئيس الاميركي باراك اوباما. وأكدنا على المبادرة العربية للسلام والتزام لبنان بالشراكة الاوروبية المتوسطية». وقال بورغ انه ابلغ صلوخ ان «مالطا ستفتح مكتب ارتباط على ارضها بناء على مبادرة بعثة الاتحاد الاوروبي والجامعة العربية في اواخر هذا العام من اجل تشجيع الحوار بين الاتحاد الاوروبي وجامعة الدول العربية على اسس دائمة».