واشنطن – أ ف ب، رويترز - يتسلم الرئيس باراك اوباما جائزة نوبل للسلام غداً الخميس، بصفته «رئيس حرب»، بعد قراره إرسال 30 الف جندي إضافي الى افغانستان، كما قال الناطق باسم البيت الأبيض روبرت غيبس. ويتوجه الرئيس الاميركي الى اوسلو اليوم، ويتسلم غداً الجائزة التي منحت له في تشرين الأول (اكتوبر) الماضي. وأحدث اختيار اوباما لهذه الجائزة مفاجأة لأنه لم يتسلم السلطة الا منذ اقل من سنة، ولأنه لم يحرز سوى نتائج هزيلة على صعيد السياسة الخارجية وورث حربين في العراق وافغانستان. وقال الناطق باسم البيت الأبيض ان اوباما سيتطرق «بالتأكيد الى التزامن بين تسليمه جائزة نوبل للسلام وقرار إرسال تعزيزات الى افغانستان». وسئل غيبس: هل سيتسلم الرئيس اوباما الجائزة بصفته «رئيس حرب»، فأجاب: «بالتأكيد». وأكد غيبس ان الرئيس الاميركي لن يتهرب من ذكر الحرب في افغانستان، بل «سيتناول بشكل مباشر الفكرة التي يتساءل الكثيرون بشأنها وهي الموقف المضاد لتوقيت جائزة نوبل للسلام مع تعهده بإرسال المزيد من الجنود الى افغانستان». وتظهر بعض استطلاعات الرأي ان غالبية الأميركيين يتساءلون هل يستحق اوباما جائزة نوبل أصلاً نظراً إلى انه لم يحقق شيئاً يذكر في الأشهر التي انقضت على توليه منصبه. وأعلن اوباما في مطلع الشهر الجاري، إرسال 30 الف جندي إضافي لتثبيت الاستقرار في أفغانستان، فارتفع العدد الإجمالي للجنود الأميركيين في هذا البلد الى حوالى 100 الف جندي. وقرر عدد كبير من المنظمات المناهضة للحرب تسيير تظاهرات غداً، قرب الفندق الذي سينزل فيه اوباما في اوسلو، للاحتجاج على التدخل المتزايد في افغانستان. وسينتشر اكثر من الفي شرطي نروجي في مناسبة تسليم اوباما الجائزة. وقال بنجامين اندريه لارسن زعيم منظمة «فريدزينيشياتيفيت» التي دعت الى التظاهرة متوقعة ان يشارك فيها خمسة آلاف شخص: «نعتبر ان اوباما حصل على الجائزة قبل الأوان، ولكن بما انه حصل عليها الآن فعليه ان يبرهن انه اهل لها». وأكدت شرطة اوسلو انها ستبذل ما في وسعها من اجل تمكين كل اصحاب الأراء من التعبير عنها على مرأى من اوباما، لكنها اعدت الفين من عناصرها، بينهم قنّاصة ووحدات من النخبة، لضمان أمن الرئيس الأميركي. وخصصت الحكومة النروجية موازنة استثنائية بلغت 92 مليون كورون (10.9 ملايين يورو) لقوات الأمن التي ستنتشر خلال زيارة اوباما، اي ما يفوق 11 مرة قيمة الجائزة. وفي منحها الجائزة لأوباما، أشادت لجنة نوبل به «لجهوده غير العادية لتعزيز الديبلوماسية الدولية والتعاون بين الشعوب»، وأشارت الى مسعاه بشأن نزع السلاح النووي واستعداده للتواصل مع العالم الإسلامي. ويعتزم اوباما التبرع بأموال الجائزة التي تبلغ عشرة ملايين كرونة سويدية أي نحو 1.4 مليون دولار، لكن غيبس قال انه لم يتم حتى الآن اتخاذ قرار بشأن الهيئات الخيرية التي سترسل اليها. ودافع امين سر لجنة نوبل غير لونديستداد عن منح اوباما الجائزة. وقال لإذاعة «ان ار كي» النروجية الاثنين، ان «غالبية الرؤساء الاميركيين عليهم ان يتعاملوا مع نزاعات لا بل حروب. الا ان ما حاول اوباما فعله هو التزامه سلوك طريق جديد في السياسية الخارجية عبر التركيز على التعاون الدولي والأمم المتحدة والحوار والتفاوض ومكافحة التغير المناخي ونزع الأسلحة، وهذا هو جوهر قرار لجنة نوبل».