ربط عضو مجلس الشورى السعودي اللواء عبدالله السعدون مسألة غلو وتفريط المجتمع بنقص النشاطات الثقافية والفنية في المملكة، مطالباً بنشرها في كل مدرسة وجامعة ونادٍ، وأنها إحدى الوسائل لحماية أبناء وبنات الوطن من مخاطر عدة نتيجة هذا النقص، فيما أكد العضو الدكتور سلطان السلطان أن بث إذاعات السعودية ضعيف لدرجة أن إذاعات إيران تبثّ بوضوح خارج المدن. وأجمع أعضاء المجلس في جلسة أمس (الثلثاء)، من تيارات مختلفة على ضرور دعم جمعية الثقافة والفنون مالياً وإدارياً كي تقوم بالدور المطلوب منها. ولم تكن المرة الأولى التي يربط أعضاء الشورى انتشار الفكر المتطرف لدى السعوديين بقلة المناشط الثقافية والفنية، إذ طالبت الدكتورة لطيفة الشعلان في جلسة للشأن العام السرية الشهر الماضي (حصلت «الحياة» على نسخة من مداخلتها)، إقامة مناشط ثقافية وفنية في مدن المملكة الرئيسة كافة مع توفير الحماية المطلوبة لها من فوضى الاحتساب، مؤكدة أنها سلاح مهم ضد فكر التطرف والتعصب والانغلاق. وأيد رئيس اللجنة الإعلامية في المجلس الدكتور أحمد الزيلعي رأي اللواء السعدون حول ضرورة فتح الأبواب للمناشط الثقافية والفنية لحماية أبناء المجتمع من مخاطر المخدرات والغلو والإدمان على الأجهزة الإلكترونية بما فيها من غث وسمين، وكان السعدون أشار إلى أن الفنون سلاح ذو حدين، وهي كل ما يمارسه الإنسان حسنُه حسن، وقبيحه قبيح -بحسب تعبيره-. وفي سياق متصل قال العضو الأمير الدكتور خالد آل سعود -أثناء مداخلة له على توصية نشر قيم الاستثمار الثقافي-: «نحن نعاني من أخلاقيات النشر والفكر، نريد استثماراً ثقافياً ينص على الأخلاقيات حتى لا نرى كتّاباً يسرقون أفكار آخرين وينسبونها إلى أنفسهم». عادت اللجنة الإعلامية بردود وتوصيات مقنعة حول تقرير وزارة الثقافة الإعلام الذي قوبل بانتقاد لاذع من الأعضاء مطلع العام الحالي، ومنه التهكم على كثرة الأخطاء الإملائية الذي سحبت اللجنة توصية بخصوصها واكتفت بمخاطبة مندوبي الوزارة للعمل على حل هذه المشكلة. وأوضح رئيس اللجنة الزيلعي أن وكالة الثقافة في الوزارة تعمل على تدني الرصد الإعلامي لجهود مكافحة الإرهاب، وهي بصدد تنظيم ندوة عالمية كبرى للإرهاب والتطرف، كما أن المجلس سيعقد ورشة عمل بالخصوص ذاته، وأما ما يتعلق بما ينشر في وسائل التواصل الاجتماعي، فأشار إلى أن الوزارة أنشأت إدارة للنشر الإلكتروني ودعمتها بموظفين، وأصدرت لائحة تنفيذية لها، ومخالفاتها، وأسست جمعية للغرض ذاته. ولليوم الثاني على التوالي استأثر العضو سلطان السلطان بمساحة واسعة في الحديث تحت القبة بسبب تقديمه توصيتين سقطتا، منها مطالبته بضم الثقافة إلى وزارة التعليم، وأقرّ المجلس توصيات عدة لوزارة الإعلام منها مطالبة بشغل الوظائف الشاغرة لها وتطوير مهارات منسوبيها، إضافة إلى ضبط مشاركة المثقفين والمثقفات أثناء تمثيلهم للمملكة خارجياً. وفي سياق آخر، لم يعارض أي عضو توصية لجنة الاقتصاد والطاقة التي طالبت فيها بفصل رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للاستثمار عن منصب المحافظ، كما وافق المجلس على مراجعة السياسات الاستثمارية الراهنة لتمكين المنشآت الصغيرة والمتوسطة من الإسهام بفاعلية أكبر في النشاط الاقتصادي. الزيلعي (2) السلطان (صفر) ربح رئيس اللجنة الإعلامية في مجلس الشورى الدكتور أحمد الزيلعي جولتين من الحوار البرلماني مع الدكتور سلطان السلطان، أسقط فيها بالحجة توصيتين تقدم بهما، ولم يخلُ النقاش من استخدام مفردات أضحكت بقية الأعضاء. فالسلطان بلسان عامي أبدى استغرابه من اللجنة لرفضه توصيته «الخيمة» -بحسب وصفه-، واقتطاع جزء منها، ليجيب الزيلعي بأن زميله السلطان رد على نفسه بنفسه، وتوصيته قدمتها اللجنة، وما كان يفترض أن يقدم شيئاً مشابهاً. وعاد السلطان مطالباً برد الثقافة إلى التعليم كما كانت في السابق، ليرد الزيلعي بأنها كانت «دكاناً» آنذاك والكتب تأكلها «الأرضة» على الرفوف، ولم أسمع غير السلطان يطالب بذلك، في إشارة إلى مطالبات أعضاء بأن تكون الثقافة وزارة مستقلة. وقضى الزيلعي بالضربة القاضية بعد أن أظهر خطة لوزارة الإعلام ونسب دقيقة عن المنجز من أهدافها، وهو مضمون توصية السلطان المقدمة للجنة الزيلعي. مشاهدات - سقطت توصية الدكتورة لبنى الأنصاري المطالبة بتعيين النساء في مناصب قيادية (منصب سفيرة ووزيرة) في وزارة الخارجية، لأن الخارجية لا تمانع ذلك، ولكن وفق ضوابط محددة. - شاركت الدكتورة ثريا العريض في الرد على زميلتها الأنصاري، على رغم تأييدها لها، باستعراض محادثة لها مع موظفي الخارجية أكدوا لها أن تمكين المرأة سيتم من دون إثارة زوابع. - قال الدكتور فهد بن جمعة: «إن الاستثمار في المملكة عبارة عن محال أزياء ومطاعم، ويتم تجاهل صناعة الطاقة والاستثمارات الحيوية، ودائماً نصيح وننيح»، بعد أن رفضت توصية له بهذا الخصوص.