بدأت العروض تنهال على لاعبي المنتخب الجزائري في ما يبدو أنه تتويج لتألق الجزائريين في التصفيات الأفريقية، وتأهلهم المستحق على حساب مصر إلى مونديال جنوب أفريقيا. ويأتي الحارس فوزي شاوشي بطل ملحمة الخرطوم في طليعة الدوليين الجزائريين المطلوبين بقوة في الدوريات الأوروبية. وبعد أندية مرسيليا وسوشو وباريس سان جيرمان الفرنسية، جاء الدور على نادي هانوفر الألماني، الذي بدأ يفكر كثيراً في الحارس الجزائري الذي أبلى بلاء حسناً في الخرطوم في أول مواجهة رسمية له مع «الخضر». وأفادت مراجع إعلامية ألمانية أول أمس، بأن مسؤولي النادي الألماني وضعوا بطل «الخضر» على أجندتهم، أملاً بالاستفادة من خدماته، تعويضاً لحارسه روبير أنكه، الذي ترك فراغاً كبيراً في حراسة مرمى الفريق، بعد إقدامه على الانتحار قبل أيام قليلة. ولم يتأكد لحد الآن ما إن كان حارس وفاق سطيف سيحقق أحد أحلامه المهمة بالاحتراف في الخارج في خلال الميركاتو الشتوي، أم أنه سيضطر إلى الانتظار حتى الصيف المقبل، علماً بأن إدارة سطيف حددت قيمة تحويله بنحو 700 ألف يورو على الأقل، بينما كان التحق بنادي «النسر الأسود» مطلع الموسم الحالي بأقل من 200 ألف يورو قادماً إليه من شبيبة القبائل. من جانبه، يرتقب أن تعرف قضية هداف «الخضر» رفيق جبور مع نادي «أيك» اليوناني نهاية سعيدة بإبداء عدد من الأندية رغبتها في الاستفادة من خدماتها. وفي هذا الصدد، أعلن عن دخول نادي بوخوم الألماني، الذي يلعب له الجزائري المتألق عنتر يحيى، خط المتحمسين للاستفادة من خدماته، إذ يكون عرض نحو 1.2 مليون يورو لقاء شراء عقده من النادي اليوناني، بيد أن الأخير يبدو أنه متريث في عملية بيعه قبل إعارته خلال الميركاتو الشتوي، وحدد 300 ألف يورو للعملية. بدوره، كشف مهاجم وفاق سطيفخالد لموشية أنه «تلقى عدداً من العروض» من دون البت فيها، موضحاً أنه «حقق كل شيء مع سطيف، وحان الوقت لتغيير الأجواء». وأكد، في تصريح خاص ل«الحياة»، ان «أغلب هذه العروض جاءته من فرنسا، لكن لا شيء ملموس لحد الآن». وعلمت «الحياة» من مصدر موثوق به من داخل إدارة أهلي جدة السعودي، أن الأخير جدد الاهتمام به، وكلف أحد الجزائريين بالاتصال به، وإبلاغه رغبة النادي في التعاقد معه. لكن لم يتضح لحد الآن موقف إدارة سطيف. وقال لموشية (28 سنة): «إنه ممتن لإدارة الأهلي لهذا لاهتمام»، معتبراً أنه «في حال عدم اتضاح الرؤية حول العروض الأوروبية، فسيحول اهتمامه للعروض الخليجية، وعلى رأسها عرض الأهلي في حال جديته» على حد تعبيره. وبشأن التحويل إلى الزمالك المصري، أوضح لموشية أنه «أقفل رسمياً هذا الملف». وقال: «إنهم (المصريون) لم يرحموا الجزائري الوحيد في الأهلي (يقصد أمير سعيود)، فكيف سيرحمونني وأنا الذي كنت من الذين أقصوا منتخب بلادهم من العبور إلى المونديال». وكانت المفاوضات بين اللاعب وناديه وفاق سطيف من جهة وبين الزمالك المصري تسير في الطريق الصحيح، بيد أن اندلاع أحداث القاهرة بعد الاعتداء على حافلة المنتخب الجزائري وضع نقطة النهاية لفكرة تحويل اللاعب للقلعة البيضاء «المتهاوية»، على رغم انتقال رئيس سطيف عبدالحكيم سرار وقتها إلى القاهرة لإكمال صفقة التحويل. يذكر أن لموشية كان التحق ببطل الجزائر وفاق سطيف قبل نحو أربعة مواسم قادماً إليه من مركز تكوين نادي أولمبيك ليون الفرنسي. وفي خلال هذه المدة أثبت اللاعب علو كعبه، وجعل من نفسه رقماً مهماً في معادلة «الخضر»، ليكون اللاعب المحلي الوحيد، برفقة الحارسين الوناس قواوي، الذي حجز مكانته أساسياً مع «الخضر»، اذ لعب له 14 مشاركة دولية. إلى ذلك، لم يرد أي صدى من الجانب الجزائري على المقترح الإماراتي بإقامة مباراة «صلح» بين «الخضر» و«الفراعنة» في أرض الامارات لإنهاء الخلاف بينهما. وعلى ما يبدو فإن الرد الجزائري على المقترح الإماراتي – على رغم تثمينه شعبياً - لن يتحقق في القريب العاجل، أخذاً في الاعتبار أجندة المنتخب الجزائري التي لا تسمح له بتلبية المقترح. وعلى عكس «الفراعنة»، فإن لاعبي «الخضر» المحترفين في الدوريات الأوروبية يصعب على اتحاد الكرة الجزائري تجميعهم إلا في مناسبة الاستعداد لبطولة أمم أفريقيا أو المونديال المقبلين، أو في موعد يتناسب مع أجندة «الفيفا» ليس إلا.