إلى وقت قريب جداً كنت أحاول إقناع نفسي بأن التحكيم السعودي أصبح مستهدفاً بشكل أكبر من المسؤولين عن الأندية، وأن شماعة التحكيم تظل الورقة الوحيدة في أيديهم لتبرير خسائر فرقهم، لذلك لم أستغرب أن تهاجم اللجنة عقب كل مباراة، ولم أكن أستبعد أن يشكك البعض في ذمم الحكام وقدراتهم التحكيمية مع كل مناسبة، ولن أكشف سراً هنا لو قلت انني تابعت بكل دقة التحليل التحكيمي لأكثر المباريات في الفترة الماضية، واستندت في ذلك الى خبرة العديد من الخبراء في هذا المجال، خلاف الخبرة الميدانية التي اكتسبتها من خلال المشاركة في العديد من المباريات المحلية والدولية كلاعب كرة قدم، أو من خلال الاستوديوهات التحليلية برفقة العديد من المعنيين بهذا الجانب، لحماستي ورغبتي في معرفة أين يقع خلل مشكلات الحكم السعودي، ولماذا تدنى مستواه لدرجة غير مقبولة وغير مرضية من الأطراف كافة؟ ولماذا أصيب بحال التوتر خلال إدارته لأي مباراة؟ وكيف يقبل الحكم السعودي أن تكون شخصيته ضعيفة وهو يدير أي مباراة جماهيرية؟ ولماذا «همش» الحكم السعودي على المستوى الخارجي ولم يعد له نصيب في إدارة أهم المباريات الخارجية على مستوى الأندية والمنتخبات؟ كل هذه الأسئلة التي حيرتني وحيرت العديد من المهتمين أوصلتني لقناعة تامة بأن «خطراً» وشيكاً سيصيب التحكيم السعودي لا محالة، وسيصعب مع هذه الحال أن نعيد الهيبة والثقة للحكم السعودي مرة أخرى، وان حاولنا وسعينا لإعادة الثقة المفقودة فأننا سنحتاج الى وقت طويل، ولا أستبعد في مقبل الأيام أن تستنجد الأندية بالاتحاد السعودي لكرة القدم لجلب حكام أجانب لإدارة مباريات دوري الشباب والناشئين، ما دامت الأخطاء التحكيمية تحضر بشكل مؤثر كما شاهدنا من حكام دوليين كظافر أبو زندة وقبله عبدالرحمن العمري، أو من عبدالله القحطاني أو من الحكم الواعد فهد المرداسي، ولا أستثني المساعدين لهم بتاتاً، إذاً لجنة الحكام ممثلة برئيسها الحالي والمثابر عبدالله الناصر في حاجة ماسة لدرس هذه الوضعية المتردية، وذلك بتقنين تواجد الحكم السعودي في المباريات الحاسمة والجماهيرية، والبحث عن اتفاقات خارجية لمنح البعض من الحكام فرصة إدارة المباريات الخارجية لعل في هذا التواجد منفعة كبرى في مساعدة الحكام في رفع مستوياتهم وتركيزهم خلال المباريات، وأرى في هذه الخطوة أحد الحلول العاجلة كي نساعد حكمنا المحلي في ظل حال عدم الرضا الذي يرجم فيه من كل صوب. وأرى أن إعداد جيل من حكام الشباب هو من الخطوات بعيدة المدى التي نجحت في دول قريبة منا كحال الحكام القطريين مثلاً والحكام الإماراتيين، وما المانع أن يستفاد من مثل هذه التجارب شريطة أن تجد اللجنة الدعم الكافي في تحقيق أهدافها المستقبلية. الحكم السعودي كان في الماضي مضرب مثل ومطلب الدول المجاورة لإدارة المباريات الحاسمة، والآن لا تعليق. [email protected]