من دون مقدمات انشقت الأرض، لتبتلع جزءاً كبيراً من الطريق الأكثر حيوية في المنطقة الشرقية، متسببة في فجوة بقُطر خمسة أمتار، وبعمق متر ونصف المتر، مخلّفة وراءها حادثة مروريّة، وإصابات وحالة وفاة. هذا بالضبط ما حدث أعلى الكوبري المؤدي إلى بلدة النابية من مدينة سيهات، عبر طريق الظهران – الجبيل، مساء أول من أمس، ما تسبب في تكدّس مركبات لمسافات بعيدة، بسبب هول المنظر، وبحثاً عن حلّ للغز الانهيار الأرضي. فيما توقّف البعض جانباً، محاولاً إنقاذ المتضررين وتنبيه القادمين بعدم الوقوع في الحفرة. واتضح - من خلال الموجودين في الموقع - وجود كمية كبيرة من المياه أسفل قعر الحفرة. كما طاول الضرر مركبتين. فيما وقع ثلاثة أشخاص ضحايا، أما الرابع ففارق الحياة، ويرجح أنه مقيم آسيوي. وحضرت فرق من الهلال الأحمر، والدفاع المدني، وأمن الطرق، ووزارة النقل، والمرور، لتنظيم عملية السير، حتى ساعات متأخرة من الليل. وقال المتحدث باسم هيئة الهلال الأحمر السعودي في المنطقة الشرقية فهد عثمان الغامدي، في بيانٍ صحافي (حصلت «الحياة» على نسخة منه): «تلقينا بلاغاً من مديرية أمن الطرق، في العاشرة من مساء الأحد، عن وقوع حادثة سير على كوبري النابية، ونتج منها ثلاث إصابات ووفاة واحدة. فيما تم نقل الحالات إلى مستشفى القطيف المركزي. وشاركت في الحادثة ثلاث فرق إسعافية». بدورها، وعدت الإدارة العامة للطرق والنقل بفتح ملف تحقيق شامل للكشف عن المتسبب في الحادثة، ما إذا كان من داخل الإدارة نفسها، أو من خارجها أو من جهات أخرى. وذكرت أنها في صدد التواصل مع جهات مختصّة «لتكثيف عملية كشف الأسباب»، موضحة أنه «لا يوجد وقت محدد للإفصاح عن نتائج التحقيقات، ولكن ذلك سيكون في أقرب فرصة ممكنة». وذكرت أن الهبوط حصل عند 10:45 مساء الأحد. وأشارت إلى تلقيها بلاغاً عن حادثة مرورية بين مركبتين، انحرفت إحداهما بسبب هبوط (انهيار) على طريق الجبيل – الظهران السريع، بعد جسر سيهات. وأكدت أن ذلك ناتج من أعمال تمديد خدمات تمت بواسطة ثقب أفقي أسفل الطريق، إذ إنه تم كشف كامل عرض الطريق للتأكد من سلامة أجزائه، وتكليف مقاول الصيانة بالبدء في عملية الإصلاح لفتح حركة السير في أسرع وقت. وقال مدير إدارة الطرق والنقل في الشرقية المهندس أحمد اليامي في تصريح إلى «الحياة»: «إن الانهيار تم ردمه بالكامل بمواد مختارة، كذلك إعادة طبقة الأسفلت»، مشيراً إلى أن ذلك سيكون «دائماً في حال عدم ظهور أي إشكالات أخرى». ولفت إلى أنهم يقومون بعمل «صيانة دورية للطرق التي تحوي تمديدات أسفلها، للتأكد من سلامة الطريق وتأثره». ولفت إلى أن كل شيء سيتم توضيحه بعد الانتهاء من التحقيق. وأردف اليامي: «أن وزير النقل وجّه بزيارة أحد المصابين من الحادثة، فيما غادر المصابان الآخران المستشفى في وقتٍ مبكّر. ووجّه بالتكفّل بكلفة علاجهم، وكذلك التعويض عن الخسائر الجسيمة التي حصلت للمركبات». وأوضح أن المتوفى في الحادثة آسيوي. وأشار إلى أن الحفرة التي حصلت بقطر خمسة أمتار وعمق متر ونصف المتر تقريباً. فيما تم ردمها والانتهاء منها عند الرابعة والنصف من فجر الاثنين.