قبل أن ينبه عناصر الميليشيات الحوثية بعضهم بعضاً من القصف الجوي المتتالي، تكون طائرة القرن ال21 التي تفوق سرعتها ضعف سرعة الصوت حققت هدفها. طائرات «تايفون» التي تمثل رأس الحربة للقوات الجوية السعودية في غاراتها على الحوثيين، في إطار التحالف الذي تقوده، تعد أحدث مقاتلة، لا تملكها سوى ست قوات جوية دولية في العالم (السعودية ، النمسا، ألمانيا، إيطاليا، إسبانيا، بريطانيا). وكانت السعودية اشترت 72 طائرة «تايفون» وصل منها 24 خلال الأعوام الماضية، فيما يتم تجميعها محلياً، عبر شراكة التوازن الاقتصادي ضمن مشروع «سلام» ووفقاً لوثيقة التفاهم الموقعة بين الحكومة السعودية وحكومة المملكة المتحدة، في صفقة قدرت ب 8 بلايين دولار. وتضمّن عقد شراء طائرات «تايفون» تدريب الطيارين السعوديين على قيادتها وتدريب الفنيين على صيانتها وكل ما يتعلق بها، وباشر المئات منهم العمل على هذه الطائرات قبل أعوام عدة، ويعملون حالياً على صيانتها. وقبل 2100 يوم وصلت أول طائرتين من طائرات «التايفون» إلى قاعدة الملك فهد الجوية في الطائف. وقبل نحو 1170 يوماً، في عام عام 2012، وقف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان (عندما كان وزيراً للدفاع) على جاهزية «تايفون» واطلع على التقنيات التي تتمتع بها، قبل أن يأمر بالإقلاع الفوري وقتها للاطلاع على جاهزية القوات الجوية، في زيارة شملت حينها القطاعات العسكرية كافة في مدينة الطائف. وقال خلال تلك الزيارة: «تعمدت أن تكون الطائف بداية زيارتي للمناطق، لأنها بداية تكوين القوات المسلحة في السعودية». وتعتمد طائرة تايفون على أحدث التقنيات في أداء مهماتها، ما يعطي طياريها مهارة عالية جداً في القتال وتتمتع كذلك بالإقلاع السريع في الحالات الطارئة. وتمتاز بتقنيات التخفي، حيث تكون خارج نطاق الرؤية ولا يمكن رصدها بالرادارات، وقدرتها على التحليق بسرعة تفوق سرعة الصوت من دون الحاجة إلى حرق وقود إضافي، فيما يمتاز جناحها بتصميم متفرد ومصمم على شكل مثلث. ويسمح تصميمها بأعلى قدرات المناورة والإقلاع والتحليق وتجهز مدفعاً من طراز «ماوزربي كي» عيار 27 مليمتر وتبلغ طاقتها التسليحية 13 صاروخاً (4 تحت كل جناح و5 تحت البدن). وتحمل الطائرة أنواعاً من الصواريخ للقتال الجوي المتفوق وصاروخين جوالين كروز، ومثلهما مضادين للرادارات وصواريخ مضادة للدفاعات الأرضية المعادية وأخرى مضادة للدروع وثالثة للمعارك البحرية.