قبضت شرطة منطقة الرياض على 6 وافدين متهمين بقتل آخر يعمل في مكتب هندسي في الرياض، إضافة إلى توقيف خمسة آخرين تستروا على الجناة، وحاول أحدهم تزوير جواز سفر لمشارك في تنفيذ الجريمة.وأوضحت شرطة الرياض في بيان لها (تلقت «الحياة» نسخة منه)، أن الأجهزة الأمنية تلقت بلاغاً من مواطن عن تعرض مكتبه الهندسي (شمال الرياض) للسرقة، بعد مقتل حارس المكتب داخل غرفته مكتوف اليدين والقدمين، وعلى فمه وأنفه شريط لاصق، مشيرةً إلى أنها أسندت مهمة البحث عن مرتكبي الجريمة الشنيعة إلى شعبة التحريات والبحث الجنائي، التي قامت بتشكيل فريق بحث بدأ بدرس ظروف وملابسات القضية، وقام بحصر المشبوهين والمشتبه بهم، وإخضاعهم للمراقبة والرصد المتواصل على مدار الساعة. وأضافت: «تركزت الشبهة في ثلاثة وافدين آسيويين، وبسماع أقوالهم الأولية من رجال الضبط الجنائي ظهر ما يؤكد تورطهم، واعترفوا بتنفيذهم الجريمة برفقة ثلاثة آخرين من بني جلدتهم، والتخطيط المسبق لسرقة خزانة، وتوزيع الأدوار في ما بينهم، وبدأوا في تنفيذ جريمتهم، وحينما شعر حارس المكتب بوجودهم، قام أربعة منهم بدفعه داخل غرفته، والاعتداء عليه ورش مادة الفلفل الأحمر على وجهه، وربط يديه ورجليه، ووضع لاصق على فمه وأنفه، وحمل الخزانة في سيارة، ونقلها إلى منزل أحدهم، وتم تكسيرها وسرقة محتوياتها». ولفتت إلى أن شعبة التحريات والبحث الجنائي لم تتوقف عند عمليات البحث والتحري، بل استمرت في استكمال إجراءاتها، التي أسفرت عن القبض على 5 آخرين، حاول أحدهم تزوير جواز سفر لأحد الهاربين وتستر البقية على المجرمين. من جانبه، قال صاحب مكتب التنمية للإشراف الهندسي عبدالرحمن الغنام ل«الحياة»، إن الجريمة نفذت قبل شهر، وتحديداً في ساعات الصباح الأولى، وقام المجرمون بالتخطيط المسبق لتنفيذ جريمتهم، بمساعدة أحد العاملين السابقين في المكتب، الذي كان على علم بمكان الخزانة، لافتاً إلى أن حارس المكتب حينما علم بجريمة السرقة، قاموا باحتجازه وكتم أنفاسه، وفارق الحياة خلال ثلاث دقائق. وعن دوافع الجريمة، أوضح أن الحارس على خلاف مسبق مع زميل سابق له في المكتب (أحد الجناة)، واتفق المجرم مع بعض بني جلدته قبل سفره وخطط لهم، كونه يعرف مكان الخزانة التي بداخلها أوراق رسمية وصكوك ومبالغ نقدية. من جهته، شدد الأستاذ المساعد في علم الاجتماع الجنائي في كلية الملك فهد الأمنية الدكتور صالح الدبل على سرعة تطبيق العقوبة على المجرمين، ليكونوا عبرة وعظة لغيرهم. وأضاف: «الشخص يفكر قبل الإقدام على الجريمة هل سيكتشف أمره أم لا، وهل ستطبق بحقه العقوبة سريعاً، وهل العقاب رادع، وإذا غلب على ظنه أنه سينكشف أمره، وسينال العقاب سريعاً بنسبة كبيرة أقلع عن ارتكاب الجريمة، أما إذا ظن أن نسبة عدم القبض عليه ضعيفة جداً، ولن يكتشف أمره وسيتأخر تطبيق العقوبة عليه، فسيقدم على ارتكاب الجريمة»، مشيراً إلى أن الشخص لا يرتكب السلوك الإجرامي، نتيجة لظروف وضع فيها بالمصادفة من دون سابق تخطيط. وأكد أن الحل يكمن في تطبيق العقاب مباشرة، ليعرف الناس أن تطبيق العقوبات رادع للجميع، ما يجعلهم يفكرون ويتذكرون ويرتدعون قبل الإقدام على فعل الجريمة.