اختار الفتى إبراهيم الحناوي (14 عاماً) لنفسه مهنة شاقة، تحتاج إلى قوة بدنية، وجرأة كونها خطيرة وقريبة من زوارق البحرية الإسرائيلية التي تطلق النار معظم الأحيان في اتجاه مراكب الصيادين الفلسطينيين في قطاع غزة. الصيد البحري، مهنة احترفها إبراهيم، وتعتبر مصدر رزق لعائلته القاطنة في مدينة فقيرة ومحاصرة، يعيش أغلب سكانها على المساعدات الخارجية، وتعاني نسبة كبيرة من شبابها من البطالة. وتسمح السلطات الإسرائيلية للصيادين الفلسطينيين، بالصيد في رقعة لا تتعدى أربعة أميال بحرية، وهي مساحة ضيقة لا توجد فيها كميات الأسماك المطلوبة. وقال إبراهيم ل"مدرسة الحياة" التي التقته على متن قارب والده في بحر مدينة خان يونس: "أذهب إلى الصيد فجراً، وأرتدي البدلة الواقية من البرد والمياه، وأبدأ عملي كأي صياد في البحر". وأضاف: "مع الوقت احترفت مهنة الصيد، على يد والدي الذي احترفها هو أيضاً على يد جدي، وأصبح يعتمد علي، ولا يخاف من دخولي البحر وحدي". وعن عمليات إطلاق النار المستمرة من قبل البحرية الإسرائيلية، أوضح إبراهيم أن والده يتجنب الزوارق الإسرائيلية، ويبتعد منها دائماً، حتى لا يكون عرضة للاستهداف أو القتل، كما حدث مع بعض الصيادين. وعلى رغم انشغال إبراهيم بالصيد، إلا أنه متفوق في المدرسة، ونال خلال السنة الدراسية الحالية معدل 96 في المئة، وحفظ عشرة أجزاء من القرآن الكريم، ويسعى إلى حفظ الأجزاء الباقية. وقال إبراهيم: "الصيد ينتهي عند التاسعة صباحاً، ودوامي المدرسي يبدأ عند الحادية عشر، واستغل فارق الوقت لأراجع دروسي، وأجهز نفسي، وتعودت على ذلك النظام". وأعرب محمود الحناوي والد إبراهيم، والحائز على بكالوريوس في اللغة الإنكليزية، عن سعادته بما يقوم به ابنه، وقال إنه يشجعه دائمًا، ولا يضغط عليه بالعمل. وأضاف أنه لا يأخذ ابراهيم معه إلى البحر في فترات العواصف أو خلال الإمتحانات المدرسية، كما يوفر له الإمكانيات التي تساعده على التفوق في دراسته. ويعمل في مهنة الصيد في قطاع غزة قرابة 3700 صياد، يملكون نحو 700 مركب، بحسب إحصائيات رسمية.