أكد الرئيس السوداني عمر البشير أمس، أن طاولة الحوار الوطني التي دعا إليها قوى المعارضة بشقيها السياسي والمسلح ستُعقد في الخرطوم بلا وصاية خارجية، وجدد دعوة المعارضة إلى الانضمام إلى الحوار، متحدياً المحكمة الجنائية الدولية التي تلاحقه بتهم ارتكاب إبادة وجرائم حرب في دارفور. وقال البشير خلال مخاطبته حشداً من أنصاره في مدينة ربك في ولاية النيل الأبيض في جنوب البلاد، إن الولاية ظلت جسراً يربط السودان مع دولة الجنوب ومثالاً للمعاملة الحسنة والطيبة التي لقيها اللاجئون من دولة الجنوب على رغم المعاملة القاسية التي واجهتها القبائل السودانية في الجنوب عقب الانفصال. ورأى أن «ذلك يعكس أخلاق وقيم الشعب السوداني». وأكد أنه ما من جهة يمكن أن تملي على السودان أو تجبره على فعل أمر لا يريده. وأضاف أن الإجراءات اكتملت لانطلاق الحوار الوطني داخل البلاد عقب الانتخابات المقررة منتصف الشهر الجاري. وشدّد على أنه «لا توجد جهة يمكنها أن تفرض علينا أن يكون الحوار في الخارج»، مشيراً إلى مقاومة الحكومة لقرارات مجلس الأمن والمحكمة الجنائية الدولية في ما يتعلق بمذكرات التوقيف بحقه وعدد من معاونيه. وذكر البشير أن حاكم ولاية شمال كردفان أحمد هارون تعرض لضغوط عند صدور مذكرة توقيف بحقه من المحكمة الجنائية الدولية، الأمر الذي قاده إلى تقديم استقالته من منصبه الحكومي، مؤكداً أنه رفض وقتها قبول استقالة هارون، وأردف: «نحن لا نفعل إلا ما نريده، ولا نهتم إطلاقاً وإن كان الأمر صادراً عن مجلس الأمن أو الاتحاد الأفريقي، فما لا نريده لا أحد سيفرضه علينا». من جهة أخرى، أعلن متمردو «الحركة الشعبية- الشمال»، أن معارك دارت بين مقاتليهم والقوات الحكومية في ولاية جنوب كردفان المضطربة في أكثر من موقع، ولم يصدر عن الجيش الحكومي أي تعليق. وأكد الناطق الرسمي باسم «الحركة الشعبية» أرنو نقوتلو لودي، أن قواتهم تمكنت من مهاجمة والسيطرة على بلدة «الفرشاية» (25 كيلومتراً شمال غرب مدينة الدلنج) لمدة ساعتين، موضحاً أن قواته قتلت 28 عنصراً من القوات الحكومية وغنمت أسلحة وذخائر وسيارة عسكرية. وأكد لودي أن قوات المتمردين في مقاطعة العباسية تمكنت من صد هجوم للقوات الحكومية في جبل أبوسم (25 كيلومتراً جنوب غرب مدينة العباسية)، كما صدت قوات حكومية أخرى مقاطعة رشاد، ما أدى إلى تدمير وحرق قرى كلبي، وتسلي، وعرديبة، وقوز لبان، وشمكينة، وتوسور وتندري، مشيراً الى أن القوات الحكومية استهدفت قرى في مناطق تخضع سيطرة «الحركة الشعبية»، ما أدى إلى انسحاب القوات المهاجمة مخلفةً 8 قتلى.