تمكنت القوات السعودية أمس من قتل وأسر عدد من المتسللين المسلحين الذين بادروا بإطلاق النار على الجنود السعوديين المرابطين في منطقة الشريط الحدودي الفاصل بين السعودية واليمن، بعدما رصدت محاولاتهم المتكررة للتسلل عبر جبلي الدود ورميح الحدوديين. وأوضحت مصادر عسكرية ل«الحياة» أن الجيش تصدى لمحاولات تسلل عبر الأودية الصغيرة بين الجبال، وقالت إن مروحيات «أباتشي» والمدفعية التي تقوم بتمشيط المنطقة العسكرية المغلقة داخل الحدود السعودية أطلقت قذائف صاروخية ومدفعية على المسلحين في الأودية بعد رصدهم من مراكز العمليات المتنقلة والكاميرات الحرارية. وأشارت المصادر إلى أن الجيش السعودي سيطر على كامل الاودية التي تحيط بجبل جحفان التي تكثر عمليات التسلل من مسلحين يمنيين ومن جنسيات أخرى عبرها. وذكرت أن معظم المواجهات بين الجنود السعوديين والمسلحين تقع شرق قرية الغاوية الحدودية. وأضافت: «أصبحت الأودية منطقة مناسبة للمسلحين، إذ يتسللون عبرها، لوقوعها في سفوح الجبال، وتصعب مشاهدتهم، إلا أن التقنيات الحديثة التي تمتلكها القوات السعودية ساعدت على كشفهم، وهو ما لم يكن في حسابهم». ولفتت المصادر إلى ضبط عدد مسلحين يعملون على حفر كهوف في الجبال والتخفي بين الصخور في حال كشفت أجهزة المراقبة والكاميرات الحرارية تحركاتهم، خصوصاً في الجبال الواقعة على الشريط الحدودي داخل الأراضي السعودية. على صعيد آخر شيع آلاف المصلين في «مسجد الراجحي» في الرياض أمس الشهيد الملازم الأول المظلي في القوات البرية السعودية مهند صالح العويد، الذي استشهد جراء إصابته بشظية أثناء تصديه للمتسللين على الحدود الجنوبية، ووري جثمانه الثرى في مقبرة النسيم (شرق الرياض). وقال والد الشهيد أبو مهند: «أصيب الشهيد في اليوم السابع من ذي الحجة بشظية في ظهره في أرض المعركة». وأضاف: «كلمني أحد أصدقائه الذي قام بإسعافه بأنه كان يقول له أتركني أموت في أرض المعركة، وكانت آخر مكالمة مع الشهيد قبل استشهاده بيومين، إذ كان مؤمناً بقضاء الله وقدره ويقول لوالدته سامحيني وكانت هي آخر كلمة سمعتها منه».