يتسلل فريق العمل التطوعي في «نادي عشاق الصحة»، في أوقات الفراغ، بين محاضرات الكليات الصحية، ليعقدوا اجتماعاً يستمر نصف ساعة، تكثر أحياناً، وتقل أخرى، ليبحثوا فيه الأنشطة التي سيقدمونها، لتثقيف الناس صحياً. وعلى رغم حداثة تأسيس الفريق، إلا أنه تمكن من استقطاب 120 عضواً، ينتمون إلى تخصصات طبية مختلفة، بعضهم على وشك التخرج، وآخرون شرعوا في دراستهم حديثاً. واستطاع الأعضاء المشاركة في فعاليتين اجتماعيتين، الأولى نظمت في مجمع تجاري في محافظة القطيف، والثانية في مهرجان الدوخلة في جزيرة تاروت. ويقول ممثل اللجنة الإعلامية في النادي مؤيد الشخص: «إن هاتين المشاركتين باكورة الأعمال التي قدمناها. وتضمنت خمسة أركان تثقيفية، عن أمراض الدم الوراثية، والسكري، وضغط الدم، و»أنفلونزا الخنازير»، والتهاب الكبد الوبائي، وصحة الأطفال، وعرضاً مسرحياً، إلا أن ضيق الوقت وانشغال الطلاب بدراستهم، حال دون تقديم أكثر من ذلك». وينضم النادي إلى مجموعات تطوعية برزت أخيراً، في المجتمع، وإن تشابهت بعضها في الأنشطة، إلا أن المساحة التي تغطيها تتربع على مدن المنطقة الشرقية، وما يلفت الانتباه عملها في مواسم محددة، كالإجازات وعطل الأعياد، والمهرجانات العامة. إلا أن عمل اللجان التطوعية لا يخلو من عقبات، تحد من أنشطتهم، أبرزها «ضغوط الدراسة وقلة الموارد المالية». ويضيف الشخص، المتخصص في الطب والجراحة، أن «هاجس نشر الثقافة الصحية في المجتمع، وبخاصة في ظل انتشار الأمراض الوراثية، كفقر الدم المنجلي في الشرقية». وبدا الشروع في نشاط النادي ضمن رؤية بسيطة، «تتعلق بأمراض الدم الوراثية، إلا أن نطاق العمل توسع، وأصبح يتناول جوانب صحية عدة». ووقع الفريق أمام عقبة «المكان»، والتي تشكل «مُعضلة» تعاني منها لجان التطوع الصحية، التي «تترافق مع قلة الدعم المالي»، ما أجبر اللجان على «التواجد في المجمعات التجارية»، لأسباب عدة، يذكر منها «عدم توافر مكان يمكن الوصول فيه إلى أكبر عدد ممكن من الناس، إضافة إلى أن المجمع تنتفي فيه مشكلة التوجه إلى الجنسين». وتتضمن أجندة النادي في العام 2010، أنشطة تتوزع على أكثر من مجال، من بينها «إصدار نشرة دورية صحية، والتوجه إلى طلاب المدارس ورياض الأطفال، إضافة إلى تأسيس مهرجان دائم، وإقامة مسابقات دورية في المجالات الطبية والصحية. وأظهرت الفعاليات تعطش المجتمع للثقافة الصحية، التي تمثلت في «مطالب كثير من الزائرين إعادة النشاط مرة أخرى»، وفيما راهن المنظمون على الزائرين الذين وجهت لهم دعوات، «كانت نسبة زائري الفعالية من غير العارفين تجاوزت 35 في المئة»، فيما تجاوز «الخاضعين لفحوص السكر والضغط، ممن سجلت بياناتهم أكثر من 1500 زائر في إحدى الفعاليات». وعلى رغم الصبغة الصحية التي تغلف النادي، إلا أن المنظمون يطمحون إلى «فتح أبواب العضوية أمام المهتمين بالصحة في شكل عام»، مبيناً أن «الفعاليتين اللتين قمنا بهما، شارك فيهما كشافة وطلاب من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، الذين تولوا النظام، والاستقبال وتهيئة مواقع الأنشطة». كما يطمح المنظمون إلى «خلق جيل محب للمجالات الطبية، ومساعدة الطلاب على التفوق في العلوم الصحية والطبية، وزيادة الإنتاج العملي والبحثي»، مشيراً إلى دارسة أنماط التعامل مع الأمراض لدى المفحوصين، وستظهر نتائجها قريباً.