كابول، لندن - أ ب، يو بي آي، رويترز – أعلن حلف شمال الأطلسي (الناتو) أمس، أن جندياً أميركياً قتل بانفجار قنبلة شرق أفغانستان، ما رفع عدد القتلى الأميركيين منذ بدء الحرب أواخر 2001 الى 301 قتيل. وقتل الجندي السبت، فيما كان يشارك في دورية راجلة. ولم يعط الحلف مزيداً من التفاصيل. ويأتي ذلك غداة إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما الثلثاء إرسال ثلاثين ألف جندي إضافي الى أفغانستان لضمان «المصلحة القومية الحيوية» للولايات المتحدة، معترفاً في الوقت ذاته بأن «طالبان حققت تقدماً». في المقابل، قتل ستة مسلحين في وقت مبكر في ضربة جوية «أطلسية» فيما كانوا يقومون بزرع قنابل في أحد الطرق في ولاية لغمان شرق البلاد، كما قال الناطق باسم الجيش الأميركي الكولونيل واين شانغس. وقررت الولاياتالمتحدة مضاعفة عدد مروحياتها في جنوبأفغانستان لمساعدة القوات البريطانية بعدما اشتكت من أن النقص الذي تعاني منه في الدعم الجوي جعلها عرضة للقنابل التي يزرعها مقاتلو «طالبان» على جوانب الطرق. وفي جنوبأفغانستان، واصل حوالى ألف من القوات الأميركية بمشاركة 150 جندياً أفغانياً، عملية تهدف إلى تعطيل خطوط الإمداد والاتصال لحركة «طالبان» في وادي ناو زاد الاستراتيجي في ولاية هلمند. وأفاد الناطق باسم مشاة البحرية الأميركية (المارينز) ويليام بيليتير أمس، أن عمليات التطهير أدت إلى اكتشاف عدد قليل من مخابئ الأسلحة واشتبك الجنود مع متمردين قرب منطقة تشانغولاك مباشرة شمال ناو زاد في منطقة تعرف بأنها معقل ل «طالبان». وأوضح شانغس أن الهجوم الجاري في ناو زاد يمثل أحد العمليات التي تنفذ في أفغانستان وليست هجوماً كبيراً. وقال: «لدينا 22 عملية مماثلة جارية في أنحاء البلاد». ولم يسقط قتلى في صفوف القوات الأميركية والأفغانية منذ بدء العملية يوم الجمعة الماضي. وأفادت وزارة الدفاع الأفغانية أن سبعة من مقاتلي «طالبان» قتلوا وصودرت متفجرات وأسلحة كانت في حوزتهم. المروحيات الأميركية وفي لندن، أفادت صحيفة «ذي صنداي تايمز» أمس، أن نشر 250 مروحية أميركية إضافية سيقدم الإسناد المطلوب لزيادة عدد القوات الأميركية في أفغانستان بمعدل 30 ألف جندي وقوات منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) بمعدل 7100 جندي للتعامل مع مسلحي «طالبان» في العام المقبل. وأضافت أن نقص المروحيات مشكلة تعاني منها القوات البريطانية منذ فترة طويلة في هلمند، حيث اضطرها غياب الطرق الجيدة وخطر التعرض للعبوات الناسفة الشديدة الانفجار المزروعة على جوانب الطرق، الى الاعتماد بشكل أساسي على النقل الجوي في تحركاتها، ونقل الإمدادات والجرحى، ما دفع قادتها الى المطالبة مراراً بمدهم بالمزيد من المروحيات. وأشارت الصحيفة إلى أن القوات البريطانية في جنوبأفغانستان لا تملك سوى 16 مروحية، لكن قوات مهمة المساعدة الأمنية الدولية (إيساف) التابعة للحلف الأطلسي تتقاسم المصادر الدفاعية، ولديها بحسب الأرقام الرسمية 450 مروحية نصفها في هلمند، وتملك الولاياتالمتحدة نحو 245 مروحية منها. ونسبت الصحيفة إلى قائد الجيش البريطاني الجنرال ديفيد ريتشاردز قوله إن «المروحيات الإضافية ستوفر لجميع قوات (إيساف) القدرات المطلوبة للتنقل السريع وخفة الحركة لأن مفتاح جميع العمليات العسكرية هو تحقيق عنصر المفاجأة وفي إطار من السرعة والأمان، كما أنها تقدم تفاؤلاً حقيقياً للشعب الأفغاني الذي طالت معاناته من أجل التمتع بالأمن على المدى الطويل». وحذّر قائد الجيش البريطاني من أن زيادة عدد قوات حلف الأطلسي في أفغانستان «يمكن أن تتسبب في إثارة العنف خلال مساعيها الرامية إلى تأمين المناطق التي تنتشر فيها في إقليم هلمند وسقوط المزيد من الضحايا»، مضيفاً «علينا أن نتوقع ذلك، فهذه هي الحرب». حكومة كارزاي قريباً من جهة أخرى، قال ناطق باسم الرئيس الأفغاني حميد كارزاي انه سيكشف النقاب عن تشكيلة حكومته الجديدة خلال أيام، مضيفاً أن الجهود جارية لبدء محادثات مع متمردي «طالبان» وتنفيذ إجراءات لمكافحة الفساد. وقال الناطق حامد إلمي إن «الرئيس لا يزال يتشاور مع الساسة والخبراء وشيوخ القبائل للخروج بحكومة يمكن لكافة أفراد الشعب الأفغاني أن يروها مرآة (تعكس أوضاعهم)». وسئل المي إن كان داعمو كابول الغربيون يفرضون مرشحين على كارزاي، فقال: «سنقبل المشورة المنطقية من الجميع لكن لا أحد يمكن أن يفرض أشخاصاً. لكن سنقبل بالمشورة المفيدة من الجميع في شأن الحكومة». وأضاف أن استراتيجية الحكومة في شأن مكافحة الكسب غير المشروع تشمل إقالة المسؤولين الذين ثبت فسادهم وتعديل حقائب آخرين وتعديل بعض القوانين واللوائح في البلاد وتعزيز جهازي الشرطة والقضاء. وعن المصالحة، قال المي إن «طالبان ستدعى الى المشاركة في لويا جيرغا (مجلس قبلي) وإذا رفضت ذلك فسيطلب من شيوخ القبائل ساعتها إيجاد سبل للمضي قدماً في جدول أعمال المفاوضات».