يواصل التمرين السعودي الباكستاني، الذي يحمل مسمى «الصمصام» في نسخته الخامسة، فعالياته اليومية التي تنفذ في ميدان شمرخ بمركز الملك سلمان للحرب الجبلية شمال منطقة الباحة، بمشاركة وحدات من القوات البرية الملكية السعودية، ووحدات من الجيش الباكستاني. ونفذ المشاركون خلال الأيام الماضية - بحسب وكالة الأنباء السعودية - المرحلة الثانية من مراحل التدريب مستخدمين أجهزة مشبهات (مايلز)، فيما تنطلق مطلع الأسبوع المقبل المرحل الثالثة والأخيرة بالتطبيق على مستوى قوة واجب بالذخيرة الحية، بمشاركة القوات الجوية الملكية السعودية، وطيران القوات البرية، ووحدات من حرس الحدود، ويشرف على عملية تدريب المهارات ضباط وضباط صف من مركز الملك سلمان للحرب الجبلية. وأوضحت إدارة التمرين، أنه يغلب على نوعية التدريب تطبيق عمليات غير نظامية في بيئة جبلية، وستشهد الأيام المتبقية في التمرين عمليات الاقتحام الجوي وعمليات الإنزال بواسطة المروحيات، والقيام بعمليات التدخل السريع واقتحام المباني وتطهيرها، بمشاركة طائرات الأباتشي وطائرات الصقر الأسود. يذكر أن التمرين يأتي في إطار التعاون العسكري بين المملكة وباكستان. إلى ذلك، تحظى العلاقات السعودية - الباكستانية باهتمام دولي كبير، إذ أكد الباحث الأميركي في الشؤون الخليجية سايمون هندرسون، في تقرير نشره في الثالث من شباط (فبراير) الماضي أهمية العلاقات السعودية - الباكستانية في حفظ التوازنات العالمية. وقال التقرير: «إن رئيس أركان الجيش الباكستاني الجنرال رحيل شريف كان ضيف شرف عندما استعرضت السعودية علناً صواريخها الصينية من طراز CSS-2 للمرة الأولى منذ تسليمها في ثمانينات القرن الماضي، التي شكلت في مرحلة ما العنصر الرئيس لقوة الصين النووية»، مشيراً إلى أن هذا الحضور يؤكد تفرد التعاون العسكري السعودي - الباكستاني، وتوظيف الرياض هذه العلاقات في حفظ الأمن والاستقرار الإقليمي. فيما أكد أقدم الضباط الباكستانيين في القوات الباكستانية العميد ركن جاويد إقبال، خلال مشاركته في انطلاق تمرين «الصمصام5»، أن «التمرين يهدف إلى تبادل الخبرات ورفع مستوى الكفاءة والأداء في القوات العسكرية في البلدين»، مشيراً إلى أن «باكستان تحتفظ بعلاقات عسكرية وثيقة مع المملكة العربية السعودية، ويقوم الجيش الباكستاني بتبادل الخبرات مع القوات العسكرية في المملكة، وأكبر دليل على ذلك سلسلة تمارين «الصمصام» المستمرة أكثر من 10 أعوام». من جانبه أوضح مدير التمرين العميد ركن شائح القرني، في كلمة سابقة له خلال إعلان بدء التمرين، في ال29 من آذار (مارس) الماضي، أن «الصمصام 5 هو امتداد لسلسة من التمارين المشتركة بين القوات البرية الملكية السعودية، ومجموعة من قوات دول العالم، من بينها القوات الباكستانية، ضمن الخطط التدريبية المعدة لتطوير ورفع مستوى الكفاءة لدى القوات العسكرية السعودية». وشدد على «اكتمال جاهزية واستعداد جميع القوات المشاركة لخوض غمار هذا التمرين، إذ وضعت جميع الخطط الاستراتيجية والميدانية لمراحل تنفيذه، لضمان أقصى درجات النجاح»، مشيراً إلى أن «جميع الجهات المشاركة أكملت استعداداتها من كلا الجانبيين لهذا التمرين، وتشمل مراحل تنفيذه التركيز على الحرب في بيئات ذات تضاريس جبلية صعبة وفي عمليات غير نظامية»، مضيفاً أن «القوات الجوية الملكية السعودية، وطيران القوات البرية، ووحدات من حرس الحدود، ستشارك في عمليات التمرين». وقال العميد القرني، «إن التمرين سيسهم في تحقيق مجموعة من الاعتبارات المهمة، يأتي على رأسها دمج الخبرات بين القوات البرية السعودية، والجيش الباكستاني، والعمل بروح الفريق الواحد المتجانس». كما أوضح قائد منطقة الطائف العسكرية اللواء ركن فارس العمري، أن تمرين «الصمصام 5» يأتي ضمن مجموعة من التمارين المشتركة مع عدد من الدول ، بهدف رفع كفاءة القوات العسكرية السعودية سواء في الحروب الجبلية أم في الحروب غير النظامية. وأكد أن تمرين «الصمصام 5» معد سلفاً ومبرمج ضمن مجموعة من الخطط الاستراتيجية للتدريب تجاه تطوير كفاءة القوات السعودية، مبيناً أنه ليس له أية علاقة بأية عمليات عسكرية حالية، بل هو مكمل لرفع مستوى الأداء والفعالية للقوات العسكرية. وكانت وحدات من القوات الخاصة بالجيش الباكستاني وصلت إلى مطار الطائف الإقليمي، في ال21 من مارس الماضي، للمشاركة في التمرين المشترك مع قوة الواجب من القوات البرية الملكية السعودية في النسخة الخامسة من تمرين «الصمصام». وأنهت جميع الجهات المشاركة استعداداتها من كلا الجانبيين لهذا التمرين، الذي تشمل تدريباته التركيز على الحرب في بيئات ذات تضاريس جبلية صعبة وفي عمليات غير نظامية، وذلك في إطار التعاون العسكري بين المملكة وباكستان، ويضاف إلى سلسلة التمارين التي تجمع الجانبين بهدف رفع الكفاءة القتالية لدى القوات البرية الملكية السعودية والجيش الباكستاني.