بغداد - أ ف ب، رويترز - قُتل ستة أشخاص في البلاد اليوم الأحد، بينهم أربعة من عناصر الشرطة، في هجوم مسلح غرب بغداد، في إحدى المناطق التي كانت معقلاً للتنظيمات المتشددة خلال السنوات الماضية، وفقاً لمصادر أمنية وإدارية عراقية. وأوضحت هذه المصادر أن «مسلحين اغتالوا بالرصاص أربعة من عناصر الشرطة في منطقة أبو غريب (20 كيلومتراً غرب بغداد)»، لافتة الى أن «الهجوم استهدف دورية الشرطة». وأكد مسؤول إداري محلي أن «إرهابيين قتلوا أربعة من عناصر الشرطة أثناء تأديتهم واجباتهم في ساعة مبكرة صباح اليوم (أمس) في مركز قضاء أبو غريب». وأوضح المسؤول أن «المسلحين هاجموا عناصر الشرطة الذين أقاموا حاجزاً للتفتيش من أجل ضمان أمن سوق الخضار الرئيسي في أبو غريب». وكان مسلحون يرتدون زي الجيش العراقي أقدموا على قتل 13 شخصاً انخرطوا في قوات «الصحوة» لمحاربة «القاعدة» والتنظيمات المتشددة في منطقة العناز الواقعة بين الفلوجة وأبو غريب في 16 الشهر الماضي. والقتلى أقارب ينتمون الى عشيرة الزوبع المنتشرة في المنطقة. وحينها أكد مصدر في وزارة الداخلية أن «مسلحين يرتدون ملابس عسكرية، وصلوا ليلاً الى قرية الشكر في منطقة العناز على متن ثماني سيارات مدنية ملطخة بالطين كي تبدو مشابهة للسيارات العسكرية»، و«خطفوا 13 شخصاً من أهالي القرية الى مكان قريب، وقتلوا خمسة منهم نحراً وثمانية بإطلاق رصاصة في الرأس بعد تعذيبهم، ومن ثم رموهم في إحدى المقابر». يذكر أن تحالفاً مكوناً من عشائر العرب السنة في محافظة الانبار، بدأ بدعم من الأميركيين في منتصف أيلول (سبتمبر) عام 2006، حرباً ضد «القاعدة» والتنظميات المتطرفة التي تدور في فلكها، وتمكن العام التالي من طردها باتجاه مناطق أخرى. وفي كركوك، قُتل شخصان على الأقل وأُصيب ستة من عناصر الشرطة في أربع هجمات متفرقة في المدينة استهدفت معظمها عناصر الأمن العراقي، وفقاً لمصدر أمني. وأوضح المصدر أن «مسلحين أطلقوا النار على جندي عراقي قرب جسر ليليان جنوب شرقي كركوك، أثناء إجازته، ما أسفر عن مقتله على الفور». وفي حادث منفصل، أطلق مسلحون النار على أحد حراس مقر «تجمع الوحدة الوطنية» بزعامة نهرو عبد الكريم فلقي حتفه، بحسب المصدر. الى ذلك، أُصيب أربعة من عناصر الشرطة، بينهم ضابط برتبة ملازم أول، اثر انفجار عبوة بدوريتهم شمال كركوك، أثناء مهمة أمنية. كما أُصيب رجلان من شرطة الطوارئ في حي المصلى وسط كركوك اثر انفجار عبوة، بحسب المصدر. وفي الموصل، قتل مسلحون يستقلون سيارة مسرعة، شرطياً سابقاً في الجزء الشرقي من هذه المدينة. جنوباً، شهدت الأسابيع الماضية في البصرة ارتفاعاً في عمليات القتل والسطو المسلح بسبب وجود مناطق ريفية خارجة عن السيطرة، بحسب مسؤولين أمنيين. وأكدت مصادر رسمية اطلاق نظام «أمين المحلة» الذي كان مطبقاً في زمن النظام السابق لتفادي التدهور الأمني في ظل الانتخابات. وقال رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس محافظة البصرة علي المالكي في تصريح إلى «الحياة» إن «هناك مناطق ما زالت ساخنة في المحافظة وتستغلها العصابات التي تستخدم حيلة الزي العسكري». وأضاف أن «الجهات الأمنية بدأت تغير خطتها الأمنية، كما تقتضي العادة، تماشياً مع طبيعة المرحلة». وتابع أن «عمليات السطو المسلح ازدادت خلال شهر أو أكثر في مناطق الزبير والمعقل وسفوان وأبو الخصيب، واعتُقلت عصابات متهمة بهذا النوع من التخريب». وزاد: «سارعنا بإعادة العمل بنظام أمين المحلة الذي سيساعد في عملية الإخبار عن الحوادث والجرائم التي من الممكن أن تحدث ضمن نطاق مسؤوليته في المحلة. كما لن تنفذ عمليات الدهم للبيوت إلا بعد إخباره». وكان النظام العراقي السابق يستخدم نظام «مسؤول أمن المحلة»، وهو قيادي في حزب «البعث» يتولى الشؤون الأمنية في الحي السكني الذي يقيم فيه. وأشار المالكي إلى أن المحافظة لا تحتاج حالياً الى زيادة عديد قوات الأمن في الشوارع «وما زلنا إلى هذا اليوم نحاول الدخول في معركة استخباراتية مع هذه العصابات». وأكدت مصادر من قيادة شرطة البصرة ل«الحياة» «العثور على عدد من الجثث مرمية إلى جانب الطريق المؤدي إلى قضاء الزبير غرب المحافظة بعد سرقة سيارة المجني عليه». وأضافت المصادر أن «عدد الضحايا خلال شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي وصل إلى 11 شخصاً». وأشارت إلى أن «هناك أياماً متتالية تشهد العمليات ذاتها في الطريقة ذاتها بعد سرقة المركبات». وأعلن المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه «إلقاء القبض على أكثر من عصابة للقتل والسلب خلال الشهر الماضي»، مشيراً الى أن أفرادها «قدموا من محافظات أخرى إلى البصرة لعدم وجود سوابق لهم في ملفات مديريتنا». وأوضح أن «قضاء الزبير هو من أكثر المناطق التي تحدث فيها عمليات قتل وسطو لبعده عن مركز المدينة ذي الكثافة العسكرية».