في وقت شهد إقليم دارفور هجمات لافتة استهدفت قوة السلام الافريقية - الدولية وأقعت خمسة قتلى من الجنود الروانديين، تصاعدت في السودان التجاذبات السياسية بين حزب المؤتمر الوطني الحاكم وتحالف قوى معارضة مع بدء العد التنازلي للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة العام المقبل. وتنتهي غداً عملية تسجيل الناخبين الذين تجاوز عددهم أمس 13 مليوناً، بالتزامن مع خروج المعارضة في تظاهرة في الخرطوم للاحتجاج على ما تعتبره تلكؤ البرلمان في إقرار قوانين مرتبطة بالحريات والتحوّل الديموقراطي. وفي حين وصف الحزب الحاكم تحرّك المعارضة بأنه يأتي تنفيذاً ل «بنود سرية» تستهدف عرقلة الانتخابات، لوحظ أن مفوضية الانتخابات حذّرت من أن بعض المراقبين الذين سيأتون للإشراف على الاقتراع يسعون إلى جر البلاد إلى «إثارة فتن مماثلة لتلك التي جرت في زيمبابوي وإثيوبيا وإيران» خلال الانتخابات التي جرت فيها. وكثّفت القوى المعارضة، أمس، جهودها بهدف التنسيق للخروج في تظاهرة غداً تتحرك من وسط الخرطوم إلى البرلمان لتسليم النوّاب مذكرات بمظالبها. وقال الناطق باسم تحالف المعارضة فاروق أبو عيسى إنهم يسعون إلى تظاهرة «حاشدة ومنظمة وهادئة»، موضحاً أنهم أخطروا وزارة الداخلية بذلك. لكن القيادي في حزب المؤتمر الوطني نائب رئيس هيئته النيابية في البرلمان الأمين دفع الله اعتبر التظاهرة «تنفيذاً لبنود سرية تهدف إلى عرقلة عملية التسجيل الانتخابي والانتخابات». وقال أن شريكي الحكم (المؤتمر الوطني والحركة الشعبية) وصلا إلى مراحل متقدمة في تجاوز المسائل العالقة في اتفاق السلام وان البرلمان سينظر في القوانين المتصلة بالتحول الديموقراطي، بما فيها قوانين الأمن والنقابات والاستفتاء. وزاد: «استنفذنا كل المراحل المطلوبة للتحول الديموقراطي، وتمرير القوانين المتصلة به». وانتقد دفع الله في شدة مشاركة «الحركة الشعبية» في التظاهرة وحديثها عن التضييق على الحريات، مؤكداً أنها تحكم الجنوب وحظّرت هناك نشاط اعضاء حزبه ومنعتهم من تسجيل اسمائهم وأبعدت بعضهم عن الاقليم، معتبراً ذلك «كيلاً بمكيالين» ويتنافى مع الديموقراطية والحرية والدستور. وجاءت هذه التطورات السياسية في وقت شهد إقليم دارفور هجمات قُتل فيها خمسة جنود روانديين. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر رفض كشف اسمه أن «جنوداً روانديين كانوا (ظهر أمس السبت) في صدد توزيع المياه عند مدخل مخيم للاجئين في شنغيل توبايا عندما أطلق مسلح أو اثنان النار عليهم. فقتل جنديان وجرح آخر». وأكد مدير الإعلام في بعثة السلام الافريقية - الدولية كمال سايكي هذه المعلومات. وشنغيل توبايا الواقعة على بعد 65 كلم جنوبالفاشر، عاصمة اقليم شمال دارفور، كانت مسرحاً لمواجهات بين عناصر مسلحة في وقت سابق هذا الخريف. وبذلك يرتفع إلى 22 عدد جنود قوة حفظ السلام في دارفور الذين قتلوا منذ كانون الثاني (يناير) 2008 عندما بدأ انتشار القوة التي تضم حالياً أكثر من 18 ألف جندي وشرطي.