ما بين غبار ومطر عاش سكان منطقة الرياض خلال الأيام الماضية، ففيما شهد الأسبوع الماضي أجواء ربيعية ماطرة تزامنت مع ما يُعرف بإجازة الربيع، استمرت أيام عدة، كادت أن تخلو خلالها الرياض من ساكنيها بتوجههم إلى المتنزهات البرية، إلا أن يوم أمس شهد تغيراً مفاجئاً بموجة غبار غطت سماء المنطقة، تسببت في ازدحام وشلل تام للطرق الرئيسة في المدينة، ما دعا وزارة التعليم إلى تعليق الدراسة اليوم (الخميس) على مستوى الرياضوالمحافظات التابعة لها. وأوضح المدير العام للتعليم في منطقة الرياض محمد المرشد، أنه تم تعليق الدراسة في مدارس التعليم العام للمراحل الثلاث الابتدائية والمتوسطة والثانوية الحكومية والأهلية والتربية الخاصة في كل من مدينة الرياض، ومحافظات الدرعية، حريملاء، ثادق، رماح، ضرماء، المزاحمية، والزلفي، والمجمعة، وعفيف، وشقراء وجميع المراكز التابعة لها، إضافة إلى جامعة الملك سعود وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية اللتين أعلنتا تعليقهما الدراسة في جميع الكليات والفروع. إلى ذلك، كشفت الهيئة العامة للطيران المدني أن الأحوال الجوية التي شهدتها عدد من المناطق السعودية أمس (الأربعاء) أدت إلى تأثر الحركة الجوية في عدد من مطارات المملكة الدولية والداخلية، ما استدعى تأجيل عدد من الرحلات وتحويل بعضها للمطارات البديلة، أو عودتها إلى مطار الإقلاع. وأشارت الهيئة في بيان صحافي إلى أن كلاً من مطار الملك خالد بالرياض، ومطار الملك فهد بالدمام، ومطار الأمير نايف بالقصيم، ومطار حفر الباطن بالقيصومة، شهدت انعداماً في مستوى الرؤية جراء عاصفة الغبار الشديدة التي شهدتها، ما أدى الى تأجيل عدد من الرحلات وتحويل بعضها للمطارات البديلة، أو عودتها إلى مطار الإقلاع. وذكرت أنها تتابع مع شركات الطيران آلية توفير السكن والإعاشة للمسافرين المتأثرين. من جهتها، حذّرت الإدارة العامة لمرور منطقة الرياض سائقي المركبات من تدني مستوى الرؤية، مطالبة بتوخي الحيطة لسالكي الطرق السريعة، في حين وجّهت صحة الرياض جميع المستشفيات برفع حال التأهب، وزيادة عدد الأطباء الموجودين تحسباً للحالات الطارئة التي يتوقع استقبالها لمرضى الأمراض الصدرية. ودعا المتحدث الرسمي للإدارة العامة في مرور الرياض العقيد حسن الحسن في بيان صحافي أمس، المواطنين والمقيمين المسافرين براً بين المحافظات إلى أخذ الحيطة والحذر، واتباع إرشادات السلامة، مشيراً إلى التنبيه الوارد من الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة بتأثّر منطقة الرياض بموجة غبار، تؤدي إلى تدني الرؤية. من جهتها، وجهت المديرية العامة للشؤون الصحية في منطقة الرياض أقسام الطوارئ في جميع المستشفيات بالاستعداد الكامل وزيادة عدد الأطباء والممرضين لتقديم الخدمات الطبية للمرضى نتيجة موجة الغبار التي تشهدها مدن ومحافظات المنطقة. وأوضح مدير إدارة العلاقات والإعلام الصحي في صحة الرياض سعد القحطاني في بيان صحافي أمس، أنه تم اتخاذ الإجراءات اللازمة لاستقبال الحالات الطارئة لمرضى الجهاز التنفسي، واستيعاب الزيادات المحتملة في أعداد المراجعين لهذه المرافق. تعليق الدراسة في «الشرقية» أعلنت إدارة التعليم في المنطقة الشرقية تعليق الدراسة اليوم (الخميس) في جميع مدارس التعليم في المنطقة. وأوضح المتحدث الإعلامي في تعليم المنطقة الشرقية سعيد الباحص في بيان صحافي صدر أمس، أن قرار تعليق الدراسة يأتي نظراً لسوء الأحوال الجوية، إذ تم تعليق الدراسة في جميع مدارس التعليم العام للبنين والبنات ومحافظة الأحساءوحفر الباطن. الغبار يقطع الكهرباء في «الحدود الشمالية» ضربت موجة من الغبار منطقة الحدود الشمالية، وعدداً من المحافظات التابعة لها يوم أمس، تسببت في انعدام الرؤية، وأدت إلى توقف الحركة المرورية في الطرق الرئيسة، وتأجيل عدد من رحلات الطيران من مطار رفحاء، وانقطاع تام في التيار الكهربائي على بعض أحياء المحافظة، فيما هطلت أمطار متوسطة على مدينة عرعر أسهمت في التخفيف من حدة الغبار. ودعا المتحدث الرسمي للمديرية العامة للدفاع المدني في منطقة الحدود الشمالية المقدم فهد الأسمر، الجميع إلى أخذ الحيطة والحذر، واتباع إرشادات السلامة وتعليمات الدفاع المدني، مطالباً بعدم التعرض لموجة الغبار قدر الإمكان. فيما أُعلنت حال الطوارئ في جميع مستشفيات المنطقة، إذ حذّر المدير العام للقطاع الصحي في رفحاء عياد الشمري، المواطنين من الخروج من المنازل والتحفظ على مرضى الربو على وجه الخصوص، مشيراً إلى ضرورة أخذ الاحتياطات اللازمة. و«صحة الجوف» تتصدى ل «الموجة» بزيادة الكادر الطبي وجهت المديرية العامة للشؤون الصحية في منطقة الجوف أقسام الطوارئ في جميع المستشفيات، بالاستعداد الكامل وزيادة عدد الأطباء والممرضين، لتقديم الخدمات الطبية المناسبة للمرضى الذين يتعرضون لأي مشكلات صحية نتيجة موجة الغبار التي تشهدها مدن ومحافظات المنطقة. وأوضح المتحدث الإعلامي لصحة الجوف فهد الكريع في بيان صحافي صدر أمس، أن المستشفيات اتخذت اللازم لاستقبال الحالات الطارئة لمرضى الجهاز التنفسي، سواء كبار السن أم الصغار، واستيعاب الزيادات المحتملة في أعداد مراجعي هذه المرافق من مرضى الجهاز التنفسي، وخصوصاً المصابين بمرض الربو. وحذر الكريع المصابين بمرض الربو من التعرض للغبار، وحثهم على اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة باستخدام الأدوية الوقائية، والابتعاد قدر المستطاع عن مثيرات الحساسية، وبعدم مغادرة المنزل، وعدم الوجود في الأماكن المفتوحة في مثل هذه الأجواء إلاّ للضرورة، لافتاً إلى ضرورة اتباع الإرشادات الطبيبة بدقة، واستخدام الأدوية، وخصوصاً للمصابين بأزمات الربو.