نظّم قطاع تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات في «مكتبة الإسكندرية» محاضرة بعنوان «إدارة المعلومات على شبكة الإنترنت: عمارة الكائن الرقمي»، ألقاها الدكتور روبرت كان أحد مؤسسي شبكة الإنترنت ورئيس مؤسسة «مبادرات البحوث الوطنية». وحول عمارة الكائن الرقمي، قال كان: «إنها طريقة حديثة لتصميم وإدارة المحتوى الرقمي على الإنترنت، خصوصاً في هندسة الربط بين الشبكات وأجهزة الكومبيوتر». وأضاف أن «عمارة الكائن الرقمي تعتمد على البروتوكولات السارية على الإنترنت، ولكنها تقدم معالجة جديدة تتيح إدارة المحتوى الرقمي على فترات طويلة قد تمتد لآلاف السنوات، وذلك بخلاف التكنولوجيا المعتمدة حاضراً، التي تستطيع إدارة كميات محدودة من المعلومات على فترات قصيرة». وأكّد كان أن «الكائن الرقمي هو هيكل بيانات مستقل عن أي ملفات أو أجهزة، ويعتمد على وجود مُعرّف يخضع لتقنيات تشفير تتيح للأفراد الوصول إلى تطبيقاته وأنظمته بطرق آمنة ومن أي مكان». وأضاف أن معظم تلك الهياكل متاحة فعلياً على شبكة الإنترنت، مع الاشارة الى توافر بقية الهياكل في مستقبل قريب. ولمح إلى أن الكائن الرقمي «يتيح مراكمة البيانات المعقدة لفترات طويلة وبحماية فائقة، كما سيقدم أسلوباً حديثاً وآمناً في التعامل مع البيانات الشخصية والمؤسسية، ما يمكّن المؤسسات من حماية المعلومات والبيانات وتقاسمها في المستقبل». كائن افتراضي يقاوم الزمن وقال كان في محاضرته الاسكندرانية: «أهمية المبادرة تكمن في قدرتها على تنظيم المعلومات الرقمية بطرق فعالة في أطر زمنية طويلة أو قصيرة، كما أن مكوّنات العمارة الحديثة هي واجهات مفتوحة معُرّفة المعالم، وتعتمد على بروتوكولات خاصة مصممة للحفاظ على الكائن الرقمي وصموده لفترات طويلة». وأشار إلى أن «العمارة ستتيح الاستثمار في طرق لابتكار معلومات رقمية كي يجري إخضاعها لشروط الحماية مبكراً، ما يسهّل نقلها من قاعدة تقنية معينة إلى قاعدة أخرى». وأضاف أن «الطابع النموذجي الذي تمتاز به عمارة الكائن الرقمي، تُمكن من إدارة مكوّنات الهياكل الرقمية، كل على حِدَة». والمعلوم أن كان شارك فنتون سرف نائب رئيس شركة «غوغل»، في إبتكار بروتوكول التحكم في إرسال البيانات عبر الانترنت، الذي يعرف باسم «تي سي بي/أي بي» TCP/IP. حصل الدكتور كان على الماجستير عام 1962 والدكتوراه عام 1964 من جامعة برنستون في الولاياتالمتحدة. وعمل في مجال التدريس التقني في «مختبرات بيل للهاتف» Bell Telephone Laboratories، ثم عمل أستاذاً مساعداً في الهندسة الكهربائية في «معهد ماساتشوستس للتقنية». انضم كان إلى شركة «بولت بيرانك ونيومان» حيث كان مسؤولاً عن تصميم شبكة «أربانت» Arpanet العسكرية، التي تحوّلت لاحقاً الى شبكة الانترنت. وفي عام 1972 انتقل للعمل في «وكالة مشاريع بحوث الدفاع المتقدمة» (واختصاراً «داربا» DARPA)، وهي إحدى وكالات البنتاغون، ثم أصبح مديراً ل «مكتب تقنيات معالجة المعلومات» فيها. وخلال عمله في الوكالة، طوّر كان برنامج الحوسبة الاستراتيجي التابع لحكومة الولاياتالمتحدة، وهو من أكبر برامج البحوث الحكومية. ويعتبر كان أيضاً أول من صاغ مصطلح «البنية الأساسية الوطنية للمعلومات» في ثمانينات القرن الماضي. وقد صارت تلك البنية تعرف باسم «طريق المعلومات الفائق السرعة»Information Super Highway.