تركزت أعين المهتمين بالمنتخب السعودي طوال الشهرين الماضيين اللذين أعقبا الخروج من بطولة «أمم آسيا» على التصنيف الدولي للمنتخبات والصادر عن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا). يأتي ذلك بعد الأنباء التي أكدت أن «الأخضر» سيأتي ثانياً في تصنيف قرعة التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم في روسيا 2018. المخاوف تحولت إلى واقع فالمنتخب السعودي سيقع من دون جدال ضمن مجموعة تضم أحد الثمانية الذين يسبقونه في التصنيف الدولي، وهم أستراليا وكوريا الجنوبية واليابان وإيران والإمارات والصين وأوزبكستان والعراق، بعد أن كان الأخير تحسن تصنيفه إثر فوزه الأخير على الكونغو ودياً. وفيما كان الشارع الرياضي السعودي ينتظر أن يلعب منتخبه مباراة ودية تجمعه أمام كولومبيا ثالث التصنيف، التي كان الفوز فيها كفيلاً بمنح «الأخضر» دفعة قوية في نقاط التصنيف، تحوّل التوجه إلى ودية بديلة جمعته بالأردن أول من أمس (الإثنين)، وكسبها المنتخب السعودي بهدفين في مقابل هدف، لتمنحه 10 نقاط فقط في التصنيف ليصبح مجموع نقاطه الكلي 349 نقطة، فيما كان الفوز على كولومبيا قادراً على منحه أكثر من 20 نقطة. لكن عضو لجنة المسابقات في الاتحاد السعودي لكرة القدم نعيم البكر يقلل من قيمة مباراة مثل مباراة كولومبيا أو على الأقل قدرتها على تعديل التصنيف، موضحاً أن مثل تلك المباريات لن تكون بالسهولة التي تنتظرها الجماهير، إذ يقول: «كولومبيا هي ثالث التصنيف الدولي ويستحيل أن تتنازل عن أي مباراة لذلك لو أقيمت المباراة فمن الصعب أن تلعب دوراً إيجابياً في تصنيف الأخضر فالخسارة هي الخسارة سواء جاءت من ثالث التصنيف أم متذيله»، وحول الأسباب التي دعت المنتخب السعودي إلى اختيار الأردن والتراجع عن مُنازلة كولومبيا أضاف «لست مُطّلعاً على الأمر لذلك فأنا لا أعرف تفاصليه أو ملابساته، لكن الواضح أن اختيار كولومبيا جاء في زمن المدرب السابق للمنتخب السعودي الإسباني لوبيز كارو، أما اليوم فالمنتخب يعيش فترة مختلفة بقيادة المدرب الوطني فيصل البدين وبالتأكيد فإنه يملك وجهة نظره الخاصة». السؤال الذي سيحضر كثيراً في مقبل الأيام، هل كان للمنتخب السعودي من حل بديل أو خيار أفضل للتعاطي مع معادلة التصنيف؟ خصوصاً إنْ وقع «الأخضر» في مجموعة بالغة الصعوبة، لذلك يُجيب عليه البكر بالقول: «جميع الخيارات كانت مرتبطة بنتائج المنتخبات الأخرى، لذلك عمل القائمون على المنتخب السعودي ما عليهم، لكن النتائج خدمت العراق التي رُبما كانت لتُشكل خياراً أفضل من الأردن لمنازلتها ودياً، لكن العراق في نهاية الأمر كان يحتاج إلى فوز وحيد ليكون ضمن المستوى الأول، وهو ما تحقق له من خلال لقاء الكونغو». وكانت المشاركة القارية الأخيرة للمنتخب السعودي في بطولة «أمم آسيا» التي أقيمت في أستراليا، وتُوج مستضيفها باللقب أبعدت «الأخضر» عن المستوى الأول، إذ كان بحاجة إلى فوز إضافي ليعزز حظوظه في البقاء ضمن ذلك المستوى، لكنه خسر من الصين في أولى مباريات البطولة قبل أن ينتصر على كوريا الشمالية ويُودّع البطولة بعد الخسارة أمام أوزبكستان، ما حرمه من فرصة ضمان الحضور ضمن مجموعة أقل صعوبة في منافسات البطولة القارية.