أعلنت وزارة الدفاع السعودية أمس، أن إطلاق نار عشوائياً في محيط مطار نجران (جنوب المملكة) أدى إلى إغلاق موقت للمطار الذي استؤنف العمل فيه، وأن الجهات المختصة تُحقِّق في الحادثة. وقال المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي العميد أحمد حسن عسيري، إن ما سُمِع كان نيراناً فردية، لكن الوضع يتطلب أقصى درجات الحذر. وأكد أن قوات التحالف المُشاركة في عملية «عاصفة الحزم» بقيادة السعودية دمرت اللواء 33 اليمني، وأن الوضع الأمني شمال عدن هادئ، لكن التحالف يستهدف كل التحركات الفردية والجماعية وأيَّ تحرك من شبوة والضالع باتجاه عدن. وأكد أن المدينة في مأمن من أي هجوم يستهدفها من خارجها. وقال عسيري، في الإيجاز الصحافي لليوم السادس لعمليات «عاصفة الحزم»، إن جهوداً تُبذل لاستكمال الحصار البحري على كل موانئ اليمن، مكرراً أنه لن يكون ثمة ملاذ آمن للميليشيات الحوثية والقوى المتحالفة معها. وفي شأن الحديث المتزايد عن هجوم بري لاجتياح اليمن، قال المستشار العسكري السعودي إن لا ضرورة الآن لتدخُّل بري، والعمليات البرّية تجري بالوتيرة ذاتها على كامل الحدود بين السعودية واليمن لمنع أي تحرك للميليشيات صوب الحدود الجنوبية، وإذا برز أي تهديد واحتاجت القوات السعودية إلى قوات إضافية، لديها ما يكفي من القوات في مناطقها الأخرى. وعما تردّد عن إصابات وضحايا في صفوف النازحين والمدنيين في اليمن جراء غارات التحالف، قال عسيري إن قوات التحالف ترحب بكل الجهود لمساعدة النازحين والسكان، لكنّها تطلب من المنظمات غير الحكومية والدول أن تقوم بجهدها الإنساني عبر القنوات الديبلوماسية لضمان التنسيق مع العمليات العسكرية. وشدّد على أن الحملة الجوية المستمرة منذ 6 أيام تحقق أهدافها، ومتى تأكدت لقوات التحالف الحاجة إلى عمل بري، فهي جاهزة ولن تتردد. وأكد أن لا حركة من موانئ اليمن وإليها، بسبب الحصار المُحكَم عليها. ورداً على سؤال عما يتردّد عن تدريب قوات إيرانية ميليشيات حوثية في جزر مجاورة لليمن، قال عسيري: «لن نسمح بأي دعم جوي، أو بري، أو بحري للميليشيات، وإذا كانوا يتلقّون تدريباً على أيدي الحرس الثوري الإيراني وحزب الله، فيجب أن يلقوا المصير ذاته». وأشار إلى أن الجمهورية اليمنية هي مسرح عمليات قوات التحالف وليس أي منطقة خارجها، بالتالي فإن وجود تلك الميليشيات خارج اليمن ليس له تأثير في الداخل، «وليبقوا حيث هم». وذكر أن «اندساس الحوثيين وحلفائهم في صفوف المدنيين يعقّد سلاسة عمليات قوات التحالف، التي تضطر لبذل جهود مضنية لضمان عدم إلحاق ضرر بالمدنيين». وأضاف: «حياة المواطنين (اليمنيين) أهم عندنا من تحقيق الأهداف العسكرية». في غضون ذلك، نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولين في اليمن، أن مقاتلين من جماعة الحوثيين دخلوا قاعدة عسكرية للفرقة 17 المدرّعة في حي الضباب في محافظة تعز، وأن القاعدة تطل على مضيق باب المندب. وشدد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل على أن عملية «عاصفة الحزم» ستستمر حتى تُحقّق أهدافها، وقال: «لسنا دُعاة حرب، ولكن إذا قُرعت طبولها فنحن جاهزون لها». ودعا وزير الخارجية اليمني رياض ياسين إلى تدخُّل برّي عربي «في أسرع وقت ممكن»، في حين شدد نظيره الروسي سيرغي لافروف على التحذير من تحوُّل الأوضاع في اليمن إلى «نزاع مفتوح بين العرب وإيران». ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول إيراني قوله إن لدى طهران اقتراحاً لتسوية الأزمة في اليمن، لكنها تُجدِّد دعوتها الى «وقف العمليات العسكرية فوراً». إلى ذلك، أوضح وزير الخارجية السعودي أمام مجلس الشورى في الرياض أمس، أن المملكة «لم تَدَّخر جهداً مع دول مجلس التعاون الخليجي والأطراف الدولية الفاعلة، في العمل المخلص للتوصُّل إلى الحل السلمي لدحر المؤامرة على اليمن، وحل مشكلاته والعودة إلى مرحلة البناء والنماء بدلاً من سفك الدماء». وأكد «استمرار عاصفة الحزم للدفاع عن الشرعية في اليمن حتى تحقّق أهدافها ويعود اليمن آمناً مستقراً وموحداً». وقال إن «ميليشيا الحوثي وأعوان الرئيس (اليمني) السابق - وبدعم من إيران - أبت إلا أن تعبث في اليمن وتعيد خلط الأوراق وتسلب الإرادة اليمنية وتنقلب على الشرعية الدستورية وترفض كل الحلول السلمية تحت قوة السلاح المنهوب، في سياسة جرفت اليمن إلى فتن عظيمة وتُنذِر بأخطار لا تُحمَد عقباها». ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن الأمير سعود الفيصل قوله: «لسنا دعاة حرب، ولكن إذا قُرِعت طبولها فنحن جاهزون لها».