تعهد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمس إجراء الانتخابات التشريعية «في أقرب وقت»، قبل يومين من اجتماع تعقده الحكومة مع القوى السياسية للبحث في تعديلات قوانين الانتخابات التي كانت المحكمة الدستورية العليا قضت بعدم دستوريتها، ما تسبب في إرجاء آخر استحقاقات خريطة الطريق. وحضر السيسي أمس ندوة تثقيفية أقامها الجيش وتخللها تكريم عدد من أسر الشهداء والمصابين في العمليات الحربية. وتطرق في كلمته على هامش الندوة، إلى الأوضاع في اليمن، ووجه «نداءً إلى الأطراف المتحاربة في اليمن»، قائلاً إن «أمن اليمن وسلامة شعبه أمانة في أعناقكم جميعاً»، وناشدهم «التحلي بالمسؤولية والشجاعة في اتخاذ القرار السليم من أجل بلادهم وشعبهم»، وفقاً لبيان وزعه الناطق باسم الجيش. ونقل البيان تأكيد السيسي أن الأمن القومي للخليج العربي «لا يتجزأ عن الأمن القومي المصري». وقدم «تحية لأرواح الشهداء والمصابين من رجال الجيش والشرطة وما يقدمونه من جهود وتضحيات لتأمين حدود مصر ومحاربة الإرهاب والتصدي لأعداء الوطن من أجل أن يحيا تسعون مليون مصري في أمن وأمان»، مؤكداً أن مصر «لن تنسى أبناءها وما قدموه لها وهي حريصة على توفير كل أوجه الرعاية لهم ولأسرهم». ورأى أن مصر «تشهد انطلاقة حقيقية في جميع المجالات سياسياً واقتصادياً تؤمنها إرادة حقيقية لأبنائها المخلصين من الجيش والشرطة الذين لديهم القدرة والتصميم على حماية الدولة أرضاً وتراثاً وقيماً وديناً صحيحاً معتدلاً، وهم قادرون على درء المخاطر ومواجهة التحديات التي تستهدف النيل من تماسك الوطن واستقراره». وأكد أن «ديننا هو أغلى ما نملكه ولن نسمح لأي طائفة ذات فكر خاطئ أو جماعة متطرفة ببث سمومها لتحقيق أهدافها الخبيثة وتشويه صورة الدين. مصر دولة آمنة مستقرة تحترم تعهداتها والتزاماتها». وأشار إلى «نجاح المؤتمر الاقتصادي ومساهمته في رسم المستقبل الذي نرتضيه كشعب يفخر بحضارة عريقة ويطمح لغد أفضل». وأكد أن الدولة «حريصة على تنفيذ آخر استحقاقات خريطة الطريق من خلال إجراء الانتخابات البرلمانية في أقرب وقت»، داعياً أطياف المجتمع كافة إلى «الترابط والتلاحم والعمل من أجل بناء مستقبل الأجيال القادمة». وتعقد اللجنة القانونية التي تتولى تعديل قوانين الانتخابات اجتماعاً غداً مع أحزاب، يحضره رئيس الحكومة إبراهيم محلب، للبحث في تعديلات القوانين. وأوضح رئيس اللجنة وزير العدالة الانتقالية إبراهيم الهنيدي أن اللجنة «ستدير حواراً مجتمعياً مع 75 حزباً على مرات عدة في مقر مجلس الشورى، لمعرفة رؤيتها في التعديلات قبل إقرارها... للوصول إلى أفضل صيغة ممكنة تتوافق مع أحكام الدستور وتستطيع القوى السياسية التعامل معها على أرض الواقع». إلى ذلك، استأنف سفير قطر في القاهرة مندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية سيف بن مقدم البوعينين عمله رسمياً أمس في مقر السفارة، بعد نحو شهرين من استدعائه على خلفية اتهام مندوب مصر في الجامعة العربية قطر ب «دعم الإرهاب» لتحفظها عن قرار يؤيد حق مصر في عملية عسكرية نفذتها في ليبيا ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» بعد ذبحه 21 قبطياً مصرياً. وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري خلال مشاركته في مؤتمر في الكويت أمس، إن عودة السفير المصري إلى الدوحة «أمر يتم تداوله وتقديره وفقاً للاعتبارات والتقديرات السياسية من قبل الدولة». لكنه لم يحدد موعداً لإعلان عودة السفير، مؤكداً أن «التقديرات السياسية تتخذ القرار المناسب في التوقيت المناسب». ونفى الناطق باسم الخارجية المصرية بدر عبدالعاطي وجود تطورات في شأن عودة السفير المصري إلى الدوحة. وقال ل «الحياة» إن «الوزير أعلن أن قرار عودة السفير إلى قطر يرتبط بتقديرات مصر ووفق اعتبارات المصلحة الوطنية». وكانت ترددت أنباء عن عودة السفيرين بعد مشاركة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في قمة شرم الشيخ الأخيرة ووجود السفير القطري في القاهرة ضمن الوفد المرافق له.