أرجع مثقفون الاستقالة التي قدمها رئيس نادي أبها الأدبي آنور خليل إلى وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور عبدالعزيز السبيل إلى أخطاء متراكمة داخل النادي نفسه، التي كانت بوادرها قديمة منذ التشكيل السابق برئاسة الشاعر محمد زايد الألمعي إضافة إلى أن مجلس الإدارة الحالي لم يكن منسجماً مع نفسه، وزاد الخلاف بعد انعقاد اللقاء الثقافي الخليجي الأخير، الذي استضافه نادي أبها الأدبي. في حين يرى آخرون أن هذه الاستقالة طبيعية، نظراً إلى الأحداث التي شهدها النادي في آخر سنواته، وتحديداً بعد تقديم محمد الحميد استقالته من النادي بعد ما يقارب من 30 عاماً تولى خلالها رئاسة النادي، لتحدث بعد ذلك العديد من الأحداث الدراماتيكية. ومنها فوز الشاعر والأديب المعروف محمد زايد الألمعي برئاسة النادي قبل ثلاث سنوات، وعلى رغم أنه قام بتشكيل جديد لمجلس الإدارة إلا أن مضايقات معروفة تعرض لها أجبرته في وقت سريع من تسلّمه الرئاسة على تقديم استقالته، ومعه عدد من الأعضاء من دون أن يتمكن من ترتيب أوراقه في عمله الرئاسي. وقال عضو مجلس الإدارة المستقيل الشاعر أحمد التيهاني إن قرار استقالة رئيس نادي أبها الأدبي جاء «نتيجة لأخطاء مركبة تتحملها وزارة الثقافة والإعلام»، مضيفاً: «ليس ما يحدث في نادي أبها الأدبي وبعض الأندية الأدبية السعودية مفاجئاً بالنسبة إلي على الأقل، فهو نتيجة حتمية لأخطاء مركبة تتحملها الوزارة في المقام الأول، ويمكن النظر إلى هذه النتائج من خلال بعض المقدمات، منها عدم وجود معايير دقيقة يتم الاعتماد عليها عند اختيار أعضاء مجالس الإدارات، تأخذ بعين الاعتبار تاريخ الأشخاص في العمل الثقافي، والعمل العام، ودرجة الوعي، ومستوى المنتج الإبداعي منها لكل شخص. عدم وجود هذه المعايير أدى إلى تزكيات مغالطة لأشخاص ليس لهم في الثقافة إلا التسلق على جدرانها». ولفت إلى أن هذه «التزكيات الشللية تحولت إلى شفاعات ووساطات لأشخاص يريدون، من خلال وجودهم في مجالس الأندية، تهميش الآخرين من الفاعلين أو المبدعين، إذ يشعر هؤلاء أمام أولئك بعقدة النقص المزمنة التي أدت إلى ممارسات ومضايقات لا أخلاقية لعدد من الأدباء، يقوم بها بعض المختارين بالواسطات والشفاعات و «الملفات العلاقي»، كما انحازت الوزارة إلى كتلة من دون أخرى عند حدوث الخلافات، ما أدى إلى استقواء ذوي التآمر على ذوي المبادئ، ولم تقدر وزارة الثقافة الرؤى التي تحذر من الانهيار». لكن نائب رئيس نادي أبها الأدبي الدكتور عبدالعزيز أبوداهش بدا متفاجئاً من الأنباء التي ترددت منذ أيام حول استقالة رئيس النادي، ونفى أن يكون يعرف شيئاً عن استقالة الرئيس، وقال: «فاجأني هذا الخبر الذي ليس له أساس من الصحة، إذ لم تقدم لي أي خطابات بشأن استقالة أنور خليل بشكل رسمي»، مشيراً إلى أن كل ما لديه: «خطاب مقدم منه خلال شهر رمضان يفيد بقيامي بتولي المهام الإدارية نيابة عنه، لرغبته في التمتع بإجازته التي لم يحدد مدتها. وبالنسبة إلي كنائب للرئيس نحن في خدمة النادي في أي وقت وأياً كان الظرف». وأوضح أنه لم يتم التواصل «بيني وبين أبو بندر(أنور خليل) خلال الفترة الماضية منذ قدم خطاب إجازته في رمضان، كما لا أستطيع أن أبني أي توقع لاستقالة خليل على أساس خال من الصحة من وجهة نظري، فهو بشكل فعلي حتى الآن لم يستقل».