كشف ديبلوماسيون سعوديون وأجانب، أجلتهم القوات البحرية من عدن قبل يومين، أنهم تلقوا تهديدات أمنية، وكانت أرواحهم عرضة ل«الخطر» لو بقوا في عدن، مشيرين إلى «مهارة» السعوديين في وضع خطة الإجلاء، و «البراعة» في تنفيذها، ما ساهم في إنقاذ أرواح العشرات من الديبلوماسيين والإعلاميين، فيما تستمر عمليات إجلاء الرعايا الأجانب. وتحدث بعض العائدين عن اللحظات التي عاشوها قبيل وصول وحدات الأمن البحري السعودي التي أجلتهم. وقالوا ل «الحياة» إن «دقة التواصل والإتقان مع السفير السعودي في اليمن محمد سعيد آل جابر وبقية الديبلوماسيين قبل بدء الضربات العسكرية، أنقذتنا من هجمات الحوثيين». وقال ديبلوماسي سعودي عائد من عدن ل «الحياة»: «تم تزويدنا منذ وقوع الأحداث، أو بالأدق قبل وقوعها بوقت بسيط، مخططاً كاملاً لإجلاء العاملين في السفارة، وكان هناك تنسيق أمني لتنفيذه وفق خطة زمنية قياسية»، لافتاً إلى أنه رافقهم في السفن البحرية «أشخاص غير سعوديين، في لافتة إنسانية من المملكة نحو أشقائها العرب، لحمايتهم وتخليصهم من الأوضاع الخطرة التي تجري في اليمن». وأوضح الديبلوماسي (فضل عدم ذكر اسمه)، أن «العملية تمت بسهولة، إلا أن الخوف كان يلازمنا في لحظات الإجلاء، وكنا ملتزمين الخطط التي تم تزويدنا بها، لتنفيذ العملية في فترة زمنية قصيرة، منذ لحظة خروجنا من مساكننا حتى وصولنا إلى الطائرات، التي كانت ترافق القوات البحرية الملكية، بكل سلاسة ودقة ومتابعة أمنية مشددة». وأضاف أن «القنصلية السعودية في عدن اتخذت الإجراءات الأمنية كافة قبل اندلاع الأحداث، وكان شغلها الشاغل توفير الحماية والأمن لنا، وبعضنا كانت عائلته برفقته، إلا أنه تم إجلاؤه قبل وصول السفن البحرية». وقال محمد ناجي، وهو ديبلوماسي عربي تم إجلاؤه من عدن: «ما قامت به المملكة موقف ينم عن حرصها على المنطقة العربية بأكملها»، مضيفاً: «تعرضنا للتهديد قبل إجلائنا بيوم واحد، ما دفعنا إلى الفرار إلى مناطق آمنة، بعد التنسيق مع سفاراتنا التي تواصلت مع المملكة بشأن إجلائنا، وتم تزويدنا بمخطط كامل للخروج بسلاسة من دون توتر، أو لفت انتباه العدو». وذكر ناجي: «تعرضنا للتهديد، وكانت نسبة الأمن في عدن لا تتجاوز الصفر، ولولا خطة المملكة في إجلائنا لكنا في حال صعبة، لأننا مستهدفون والوضع مقلق جداً». من جهة أخرى، توقع مسؤول سوداني أمس صدور قرار بإجلاء خمسة آلاف سوداني مقيمين في اليمن، بعد هجوم على مقر السفارة واستفزازات تعرض لها سودانيون في صنعاء. وقال الأمين العام لجهاز شؤون السودانيين العاملين في الخارج حاج ماجد سوار إنه تلقى اتصالاً من نائب الرئيس بكري حسن صالح ، أمره فيه بوضع كل الخيارت لعملية إجلاء السودانيين كما أمر بإنشاء غرفة عمليات لمتابعة الأوضاع والالتزام الصارم بالتوجيه الذي يقضي عدم تحرك السودانيين في الشوارع والأماكن العامة. وقال سوار إن الدولة مستعدة لإجلاء المواطنين الموجودين، وتتابع وضع الجالية هناك، لافتاً إلى أن عملية الإجلاء تحتاج إلى ترتيب دقيق وتنسيق مع السلطات السعودية ومع قوات التحالف، مؤكدا أن كل الخيارات متوافرة للحفاظ على أرواح السودانيين.