دشنت «المربعانية» دخول فصل الشتاء إلى أجواء المنطقة الشرقية، أول من أمس، وتدنت على إثرها درجات الحرارة، التي توقعت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، استمرار انخفاضها طوال الأيام المقبلة. وتلبدت سماء الشرقية بالغيوم إلا إنها لم تشهد هطول أمطار إلا في بعض المناطق. وتستمر «المربعانية» 40 يومًا، فيما توقع فلكيون أن تتأثر أجواء المنطقة في الأيام المقبلة، بمرتفعات جوية مقبلة من منطقة سيبيريا الباردة. وذكر المتحدث الرسمي في «الرئاسة العامة للأرصاد» حسين القحطاني أن «انخفاض الحرارة سيستمر طيلة الأيام المقبلة، مع احتمال هطول أمطار متفرقة وخفيفة، لا تدعو إلى القلق»، متوقعاً أن «الشرقية ستشهد هطول أمطار مساء اليوم، وتستمر إلي ساعة متأخرة من الليل». وأوضح أن «مقاييس درجات الحرارة المنتشرة في الطرق أو تلك المحلقة بالسيارات، لا تظهر درجة الحرارة الحقيقة، على خلاف الأجهزة المعتمدة لدى الهيئة»، متوقعا تراوح الحرارة بين 18 درجة مئوية و20 درجة مئوية. ونبش ضياء باقر مستودع منزله، للبحث عن ثلاثة أجهزة تدفئة كهربائية، بعد أن قرصته برودة منتصف الليل، وليس عملاً بالتحذيرات والنصائح بتوخي الحيطة والحذر خلال هذه الفترة، بعد موجة انخفاض الحرارة التي بدأت مع دخول «المربعانية». كما لم يلتفت إلى تحذيرات «الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة»، بهطول أمطار متفرقة، طوال الأيام المقبلة، وبخاصة أنه في المنطقة الشرقية، وبعيداً عن بحيرة «المسك» في جدة، المدينة التي لم تصمد أمام سيل مطر دام ست ساعات، وقضى على أكثر من مئة رجل وطفل وامرأة. وفتح فصل الشتاء، شهية بائعي الأجهزة الكهربائية، واستبدلت المحال التجارية، أجهزة التبريد والمراوح، التي رافقت فصل الصيف، ورفعتها من أمام واجهة المحال، بأخرى للتدفئة. وبرزت موديلات حديثة وأخرى قديمة، استخرجت من المستودعات، إلا أن كثيراً من البائعين، امتنعوا عن تخزين الأجهزة، بعد نفاذ الكميات من العام الماضي، وقليل منهم من أخرج ما تبقى منها في المستودعات. وأعاد صاحب محل أجهزة كهربائية الأمر إلى «عدم وجود طلب إلى الآن، وفي حال ارتفع الطلب، سنعمل على توفير الكميات المطلوبة سريعاً»، مضيفاً أن «الشتاء لم يدخل بعد، وما شهدناه في الأيام الماضية، لا يعدو كونه هواءً بارداً، لم يدفع المستهلكين إلى شراء الأجهزة بعد». وتتراوح أسعار أجهزة التدفئة بين 70 ريالاً وألف ريال. فيما أبدى مستهلكون مخاوفهم من ارتفاع أسعار أجهزة التدفئة، على غرار ما حدث العام الماضي، إذ شهدت ارتفاعاً بلغ نحو 12 في المئة، اعتبر صاحب المحل أنه ارتفاع «طبيعي، ولا يقتصر على الأجهزة الكهربائية، بل امتد إلى كل ما له علاقة بالشتاء، من ملابس وبطانيات وغيرها». وتتقاسم محال الأجهزة الكهربائية المستعملة، مع المحال المتخصصة في بيع الجديد، وفيما لم تستنفر الأخيرة طاقتها في توفير الأجهزة، أخرج صاحب محل أجهزة مستعملة من المستودع الخاص به، وذكر أنه «غير متعجل على بيع الأجهزة، وبخاصة أن الطلب عليها لم يرتفع بعد»، موضحاً أن الهدف من إخراجها من المستودع، «تنظيفها من الغبار الذي علق بها طوال الأشهر الماضية». وقال: «إن المستعمل يجد إقبالاً من المستهلكين، لأنها صالحة للاستخدام، وليست صدئة، أو لا تعمل في شكل جيد». ويمنح زبائنه ضماناً بجودتها. وذكر أن «الأسعار أقل إلى النصف مقارنة بالجديدة، كما أنها تعمل وكأنها حديثة الصنع». ويرافق استخراج المدفأة من مخازن المنازل، استخراج الملابس الشتوية، إضافة إلى فرزها، واستبعاد «المهلهلة وغير الصالحة للاستخدام، إضافة إلى الاستغناء عن التي لم تعد مناسبة بسبب زيادة حجم الأطفال». وفيما استغل مستهلكون الأسابيع القليلة الماضية في شراء ملابس صيفية، بعد تخفيضات كبيرة، وصلت بعضها إلى 50 في المئة، قدمها بائعون بهدف فسح مكان للملابس الشتوية، ترقب مستهلكون من «أسعار الملابس الشتوية، التي تراصت في محال البيع والبسطات في الأسواق المتجولة». وشهدت في العام الماضي ارتفاعاً بنحو 20 في المئة، وقدرت حجم مبيعات الملابس بأكثر من 700 مليون ريال.