في خطوة تحسب لمركز الفنون الإسلامية في لندن، وتمثل إضافة جديدة للمجلات المتخصصة في الفنون والآثار الإسلامية. صدر العدد الأول من مجلة «فنون إسلامية»، وهي مجلة فصلية باللغتين العربية والانكليزية. تهتم بالفنون الإسلامية من زخرفة ومنمنمات وفنون معمارية وخط عربي. وجاء العدد الأول قوياً لجهة المضمون. اشتمل على مجموعة متميزة من المقالات لمجموعة من المتخصصين في مجال الفنون الإسلامية من أمثال فاطمة ججك درمان وفريد الزاهي وحسين بور نادري ويوسف ذنون وغيرهم. كما خصصت المجلة مجموعة من الأبواب مثل باب «قراءة في كتاب» وباب «منوعات». وجاء الإخراج الفني في غاية الفخامة لجهة الشكل واستخدام الألوان، فجاءت قطعة فنية اصطبغت بروح الفن الإسلامي. لخص رئيس التحرير صلاح شيرزاد، رسالة المجلة وهدفها في أولى افتتاحياتها، قائلاً: «إن الكتب في هذا الميدان – يقصد ميدان الفنون الإسلامية - ما زالت تطلع علينا من دون انقطاع، وأما الأبحاث والمقالات فإنها تنشر في ثنايا المجلات والإصدارات المتفرقة، من دون أن يكون لها في أي الدول الإسلامية التي لا تنفك عن التفاخر بتراثها وفنونها، مجلة واحدة متخصصة في الفنون الإسلامية تستقطب المهتمين بها، وتجمع الكتابات بين دفتيها، في الوقت الذي نجد أن ذلك تحقق في الغرب أكثر من مرة... أما الهدف الأكبر الذي نسعى إلى تحقيقه فهو الحفاظ على حيوية الفنون الإسلامية، وضمان استمراريتها. وهي رسالة سامية وهدف نسعى إلى تحقيقه دائماً بصفتنا متخصصين في مجال الآثار والفنون الإسلامية، وهذا الأمر حدا بنا منذ سنتين إلى إصدار مجلة «مشكاة»، وهي مجلة متخصصة في الفنون والآثار الإسلامية يصدرها المجلس الأعلى للآثار في جمهورية مصر العربية، وصدر منها ثلاثة أعداد حتى الآن، ونشرع في إعداد العدد الرابع منها، وهي مجلة محكمة تنشر الأبحاث باللغات العربية والانكليزية والفرنسية، ونأمل بأن تكون مجلة «فنون إسلامية» متكاملة معها، كما وضح في العدد الأول منها. زخر العدد الأول من مجلة «فنون إسلامية» بمجموعة من الأبحاث المتميزة، ففي مقالها الرائع (الأشكال في الزخرفة التركية) قدمت الدكتورة فاطمة ججك من جامعة مرمرة التركية حصراً للأشكال الزخرفية المستخدمة في الفنون التركية الإسلامية مثل زخرفة الخطائي وزخرفة الرومي وزخرفة السحاب الصيني، وهي مجموعة من الزخارف تبرز تمكُّن الفنان المسلم من فنه من خلال تحوير الأشكال الحيوانية واستخدام الأزهار مثل زهرة القرنفل وزهرة التوليب واستخدامها زخرفة الأطباق الخزفية والأقمشة والبلاطات على جدران المساجد. وكمهنة وفن برع فيه أهل البلدان الإسلامية، تناول مقال «الأصالة وروح الإبداع عند حائكي السجاد» للباحث محمد رضا صفوي من الجمهورية الإسلامية في إيران، صناعة السجاد الفارسي يدوياً مستعرضاً أصالة هذا الفن الذي استطاع من خلاله الرسامون التعبير عن أنفسهم وطاقاتهم الإبداعية، واستطاع من خلاله حائكي السجاد حياكة نماذج غاية في الروعة هى لوحات فنية سبيلهم في ذلك الإبرة والخيوط. في «رحلة عبر الزمان والمكان» حملتنا المجلة إلى اليمن، لتفقد أنماطه المعمارية ومبانيه الباسقة ناطحة السحاب، من خلال مقال «عمارة اليمن... ذاكرة التاريخ وشاهد الحضارة» للباحث إبراهيم يحيى الحكيم، الصحافي اليمني وعضو منظمة الصحافيين العالميين. وألقى الكتاب الضوء في هذا المقال على النمط البرجي الذي تسيد على أسلوب البناء السائد في معظم مناطق اليمن، وكان الحل المناسب للتركيبة الأسرية في المجتمع اليمني، كما قدم الكاتب تفسيراً لتوسع اليمنيين الرأسي في البناء بحرص اليمني على عدم إهدار الأرض الزراعية وتلبية حاجاته السكنية بأقل الخسائر الممكنة للمساحات الزراعية، وتبنى المقال دعوة للحكومات والجهات المحلية والدولية المعنية الى ضرورة حماية التراث الإنساني واستعادة ما يتسرب من آثار بطريقة غير شرعية. وفي تفرد يحسب للمجلة، حاورت مؤرخ الفنون الإسلامية الأستاذ أوقطاي أصلان أبا، الذي فتح خزانة أسراره وذكرياته للمحاورين، وبداية اهتمامه بالفنون والعمارة الإسلامية وبخاصة فنون الترك وعمائرهم، كما تزخر المقال بمجموعة من الصور التذكارية لهذا العالم الذي قدم للفنون الإسلامية خدمات جليلة. وهكذا استطاعت مجلة «فنون إسلامية» أن تنتزع منا الاحترام والتأكيد على رسالتها ألا وهي الحفاظ على تراث الإسلام الفني، فتحية إلى أسرة التحرير وبخاصة الفنان صلاح شيرزاد الذي خط بأنامله بداية مجلة جديدة للفنون الإسلامية.