فرقت قوات الاحتلال الإسرائيلي بالقوة وقنابل الغاز المسيل للدموع مئات الفلسطينيين الذين أحيوا الذكرى التاسعة والثلاثين ليوم الأرض شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، ما أسفر عن اصابة عدد منهم بالاختناق. وأطلقت قوات الاحتلال النار وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع تجاه مسيرة «يوم الأرض» التي انطلقت من المدينة وصولاً الى الحدود الشرقية. ورفع المشاركون في المسيرة السلمية شعارات تؤكد حق العودة الى الديار التي هجروا منها عام 1948. وسيحيي الفلسطينيون في فلسطين وخارجها الذكرى التي تصادف اليوم بفعاليات متنوعة، تؤكد التشبث بالأرض والصمود فوقها والدفاع عنها في الاحتلال والاستيطان والتهويد. وكان فلسطينيو الجليل والمثلث والنقب داخل الاراضي المحتلة عام 1948، انتفضوا في مثل هذا اليوم من عام 1976 دفاعاً عن كرامتهم وأرضهم التي سعت سلطات الاحتلال الى مصادرتها، ما أدى الى استشهاد ستة منهم في مواجهات دامية. ودعت الجبهتان «الشعبية» و «الديموقراطية» لتحرير فلسطين في بيانين منفصلين الى الصمود ومقاومة الاحتلال بالسبل كافة. واعتبرت «الشعبية» أن «نضال شعبنا في المناطق المحتلة عام 1948 جزء لا يتجزأ من نضالنا الوطني الفلسطيني... وأثبتت الانتفاضة الشعبية التي خاضها شعبنا في يوم الأرض قوة وصلابة جماهير شعبنا وعدم قبولهم بسياسات الاحتلال». وشددت على أن «إصلاح البيت الفلسطيني والتخلص من قيود اتفاقات أوسلو وأعبائه هما الطريق الصحيح لإعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني على أسس ديموقراطية ونضالية»، مطالبة طرفي الانقسام، «فتح» و «حماس»، ب «تطبيق اتفاق المصالحة تطبيقاً أميناً وجدياً، بما يقطع الطريق على المحاولات القائمة على استغلال الانقسام لتكريس الفصل التام بين الضفة والقطاع وتصفية الحقوق الوطنية». كما دعت الى «الالتفاف حول المقاومة وحمايتها وتجذيرها... واستحضار قضية الأسرى... والارتقاء بالجهود السياسية والنضالية لتحريرهم، والنهوض بحال التضامن معهم واحتضانهم وذويهم شعبياً». من جانبها، قالت «الديموقراطية» إن الذكرى تأتي «وقضيتنا الوطنية تتعرض الى مخاطر شديدة تتجلى باستمرار الحصار والعدوان والاستيطان التوسعي الاستعماري والتهويد، بعد مفاوضات عبثية باسم السلام طيلة 25 عاماً». واعتبرت أن «فرض العقوبات والعزل والمقاطعة وسحب الاستثمارات المالية والذهنية والذكية (من إسرائيل) الأكثر صلاحية ممكنة للتطبيق، مقرونة بالمقاومة الشعبية الفلسطينية على الارض، ما يدفع للمساعدة بوقف هذا المشروع الاستعماري الصهيوني، بل وممارسة كل أشكال النضال، بما فيها الكفاح المسلح». ودعت المجتمع الدولي الى «الاعتراف بالدولة الفلسطينية وعزل اسرائيل كدولة عنصرية مارقة تحتل دولة معترف بها في الأممالمتحدة وعاصمتها القدسالشرقيةالمحتلة عام 1967». ووصف رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار النائب جمال الخضري في بيان «يوم الأرض» بأنه «يوم العزة والكرامة والتوحد والتمسك بأرضنا المستهدفة من الاحتلال الإسرائيلي والتصدي لمخططات التهجير الإسرائيلية». كما دعا الى «مواجهة الحصار وأن تشكل الذكرى انطلاقة حقيقية لإنهاء الانقسام والتوحد».