على هامش القمة العربية في شرم الشيخ، عقد لقاء قمة جمع الرئيس عبدالفتاح السيسي وأمير قطر تميم بن حمد، فيما بدا أن حرارة الاستقبال أذابت جليد التوتر بين البلدين الذي ساد العلاقات في أعقاب عزل الرئيس السابق محمد مرسي. وكان السيسي في مقدم مستقبلي تميم في مطار شرم الشيخ الدولي، وتعانق الزعيمان عقب نزول تميم من سلم الطائرة، وظهر السيسي متحدثاً إلى تميم قائلاً: «أهلاً وسهلاً»، قبل أن يسيرا معاً في الممر وتبادلا حواراً باسماً. ولوحظت محاولات مصرية رسمية للتهدئة مع قطر، وإرسال رسائل ضمنية إلى جماعة «الإخوان المسلمين» وحلفائها «كون أكبر داعم لهم في ضيافة السيسي». وكان لافتاً احتفاء التلفزيون الرسمي بوصول تميم إلى مصر لرئاسة الوفد القطري، مشيراً الى ان القمة العربية تعقد «في لحظة فارقة من تاريخ الأمة العربية، (تستوجب) ضرورة التكاتف لمواجهة التحديات»، وبث في أعقاب مراسم الاستقبال، فيلماً وثائقياً عن دولة قطر. وقابلت قطر محاولات التهدئة بالإيجاب، إذ شارك سفير قطر في القاهرة ومندوبها الدائم في الجامعة العربية سيف المقدم البوعينين، ضمن الوفد القطري الرسمي، ما اعتبره مراقبون «مؤشراً على انتهاء فترة استدعائه من قبل حكومته في شباط (فبراير) الماضي للتشاور في أعقاب الخلافات بين القاهرة والدوحة، حول الموقف من الأزمة في ليبيا». وهذا هو اللقاء الثاني الذي يجمع أمير قطر بالرئيس المصري منذ تنصيبه، إذ كان اللقاء الأول على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وتوترت العلاقات بشدة بين القاهرة والدوحة في أعقاب عزل الجيش الرئيس السابق محمد مرسي الذي تجري محاكمته بتهمة «التخابر مع قطر». وتبادل البلدان سحب السفراء، ولم تفلح الوساطة الخليجية التي قادها العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز في ردم هوة الخلافات. وأوضح مصدر مصري مطلع ل»الحياة» أن اللقاء الذي جمع السيسي بتميم في مطار شرم الشيخ «لم يتطرق إلى الخلافات بين البلدين والملفات الشائكة في العلاقات، واكتفى الزعيمان بالحديث عن ضرورة التكاتف العربي وتوحيد الصفوف في مواجهة التحديات». وأوضح بيان رئاسي أن اللقاءات التي جمعت السيسي بالزعماء العرب في المطار وبينهم أمير قطر «تناولت استعراض جدول أعمال القمة العربية، وأهم المواضيع التي ستتم مناقشتها والتباحث في شأنها بهدف تحقيق آمال وطموحات الشعوب العربية وتعزيز التضامن العربي والعمل العربي المشترك، ومواجهة التحديات والمخاطر التي تحدق بالدول العربية». وكانت القمة بدأت بتلاوة القرآن الكريم، وكان لافتاً حرص القارئ على اختيار الآية القرآنية: «واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون».