ترددت الأنباء في جدة عن أن لجنة تقصي الحقائق في «فاجعة جدة» بدأت تنسيقاً لإعداد قائمة أولية تضم نحو 70 موظفاً ومسؤولاً في عدد من القطاعات الحكومية، وعدداً من «المقاولين»لحظر سفرهم خارج السعودية إلى حين التحقيق معهم عن دورهم في فاجعة استشهاد 108 أشخاص حتى أمس، في أحدث إحصاء لعدد ضحايا الأمطار الغزيرة والسيول التي اجتاحت جدة الأربعاء الماضي. ولم تعد جدة مدينة «رائحة الموت، خصوصاً أحياءها الشرقية الأشد تضرراً، بل تحولت إلى مكان أضحى السكان يشاهدون فيه الموت عياناً، من خلال مرأى الجثث التي تطفح بها مخلفات مياه الفيضان. وذكرت أنباء (لم يتسن تأكيدها) في جدة - ثاني أكبر مدن السعودية - ل«الحياة» أمس أن لجنة التحقيق وتقصي الحقائق لمعرفة مسببات الدمار والموت الذي لحق بالمدينة والعشرات من سكانها إثر أمطار غزيرة وسيول دهمتها الأربعاء الماضي، تعكف على إعداد لائحة تضم نحو 70 مسؤولاً إدارياً وعدداً من المقاولين سيحظر عليهم مغادرة السعودية قبل المثول أمام اللجنة وفراغها من تحقيقاتها. بيد أن مصادر أخرى رجحت أن يكون المنع من السفر خطوة لاحقة، وليس ضربة البداية بالنسبة إلى أشغال لجنة التحقيق التي كلف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز برئاستها، والتي يعتقد بأنها ستبدأ أعمالها بعد غد (السبت) بعقد أول اجتماعاتها. وقالت المصادر: «إن اللجنة تحركت فعلياً في هذا الاتجاه، إذ نسقت مع الجهات المختصة لمنع أي فرد يدرج اسمه ضمن القائمة من السفر». ولم تحدد المصادر عدد المسجلين في القائمة، إلا أنها أكدت أن العدد يصل إلى 70 شخصاً. بيد أن مصادر أخرى رجحت «أن يتم تحديد قائمة الخاضعين للمساءلة بعد اجتماع السبت». وأضافت: «الوقت لا يزال مبكراً لإعداد القائمة، لأن ذلك يتطلب مراجعات وتشكيل لجان خاصة بهذه المسألة». ولا تزال أحياء جدة المتضررة من السيول تفوح من مستنقعاتها رائحة الموت وتطفو على مياهها الجثث المتحللة، فيما يستمر البحث عن مفقودين في المناطق الواقعة شرق «طريق الحرمين»، خصوصاً شرق حي قويزة الذي عثر فيه على عدد كبير من الضحايا خلال الأيام الماضية. وأضحت تلك المنطقة تعرف ب«برحة الموت»، حيث تجمع عدد من ذوي المفقودين في حال ترقب لمشاهدة أي جثة أو العثور عليها. وتابعت «الحياة» أمس (الأربعاء) العثور على جثتين، الأولى لرجل عثر عليها خلف «مستشفى الجزيرة»، والثانية لسيدة وجدت متحللة تحت أحد أبراج الاتصالات، ليرتفع بذلك عدد الوفيات وفق إحصاء إدارة الدفاع المدني إلى 108 قتلى. وأوضح خبير في الأدلة الجنائية أنه بعد مضي ثمانية أيام على الفاجعة، فإن اللجوء إلى الحمض النووي الريبي (DNA) غير مستبعد، خصوصاً أن معظم الجثث التي يتم العثور عليها تغيّرت ملامحها، ولا يمكن رفع بصمات منها لتحديد هويتها. وكثفت الدوريات الأمنية وجودها في تلك المناطق، واستحدثت نقاط تفتيش على مداخل ومخارج حي قويزة لضبط من يثبت تورطه في سرقة الأثاثات والأدوات الكهربائية والمتعلقات الشخصية التي خلفها أهالي الحي الذين تركوا منازلهم بحثاً عن مأوى. ونجحت الدوريات الأمنية في تسليم 209 مشتبهين إلى أقسام الشرطة بعد القبض عليهم داخل الحي، والعثور بحوزتهم على عدد من البضائع والأدوات الكهربائية وأجزاء من السيارات الملطخة بالطين. ولا تزال جدة، التي يعتقد بأنها بقيت معمورة منذ عهد أمنا حواء بحسب الروايات الشعبية، تحاول العودة إلى حياتها الطبيعية بعد كارثة الأمطار والسيول، بيد أن مواطنيها يقولون إن ذلك يتم ببطء شديد، إذ لا تزال المياه تغمر البيوت والمساجد والمكاتب الحكومية والمدارس. وألحق الفيضان أضراراً كبيرة بخمس مدارس في مختلف المراحل يدرس فيها أكثر من ثلاثة آلاف طالب لن يتمكنوا من العودة إلى مدارسهم السبت المقبل، وهو موعد استئناف الدراسة عقب انتهاء عطلة الحج وعيد الأضحية. وعلى رغم اقتناع سائد بأن المخاوف تضاءلت في شأن تكرار مأساة الأربعاء الماضي، إلا أن سكان جدة التي تعد أكبر موانئ الشرق الأوسط يقض مضاجعهم الرعب من فيضان مدمر محتمل إذا فاضت بحيرة الصرف الصحي التي تعرف ب«بحيرة المسك»، التي تردد أن منسوبها ارتفع إلى مستويات خطرة من جراء الأمطار الغزيرة الأخيرة. وتقدر مساحتها ب 50 مليون متر مكعب من المياه، تحتل نحو 14.5 كيلومتر شمال شرقي هذه المدينة المطلة على البحر الأحمر. «بحيرة المسك» ترعب سكان جدة... ومتغيراتها تتصدر الأخبار «العاجلة» «محامون» يرتبون لمقاضاة «أمانة جدة» ... «مجاناً» تأجيل الدراسة في المدارس «المنكوبة» «كارثة جدة»: عدد الضحايا يرتفع إلى 108... وال «DNA» لكشف «بقايا الجثث» سكان «قويزة» يحمون منازلهم ب«حراسات خاصة» «الأرصاد» تنفي اتهامات «حقوق الإنسان» ب «التقصير» «الحياة» تنشر أسماء المتوفين في «كارثة جدة» العميد القرني: 50 صافرة إنذار «متنقلة» في حالات الطوارئ