لم يكن يوم أمس يوماً عادياً لسكان قويزة، خصوصاً أن «حفرة الموت» كما يطلق أهالي الحي عليها بدأت تلفظ جثثها، حيث استطاع رجال الدفاع المدني استخراج ثلاث جثث (حتى عصر أمس). هذه الحفرة الواقعة خلف مخطط الراية مقابل مركز الدفاع المدني في حي قويزة. اعتاد إبراهيم السلمي قضاء غالبية يومه أمامها على أمل أن يستخرج رجال الدفاع المدني جثة قريب له، يقول: «يومياً أقف على مشارف هذه الحفرة على أمل أن أجد جثة قريبي الذي فقد في أول يوم من هطول الأمطار»، مشيراً إلى أنه أبلغ عن فقدانه منذ ذلك الوقت ولكن لم يتم العثور عليه. غالي السلمي ليس أفضل حالاً من إبراهيم السلمي، إذ قرر الذهاب لهذه الحفرة يومياً لعله يجد أثراً لابن عمه المفقود منذ يوم الكارثة في جدة، يقول: «أقسم ساعات النهار يومياً بيني وبين أبناء عمي لمراقبة هذه الحفرة التي تفوح منها رائحة الموتى». ويشير إلى أنهم يرقبون عن كثب عمليات تنقيب رجال الدفاع المدني الذين يواصلون بحثهم عن جثث غرقت في مياه السيول بواسطة الكلاب البوليسية، موضحاً أن عمليات البحث عن ابن عمه المفقود لا تتوقف فقط عند الوقوف والبحث تحت ركام السيارات والأثاث المستقر في قاع الحفرة، بل تشمل تمشيط الشوارع التي يتوقعون أن يكون مر بها أثناء وقوع الحادثة. ويؤكد: «منذ أن فقدناه ونحن نمشط ما يزيد على خمسة كيلو مترات ابتداء مما يعرف بقصر الدرة إلى شارع جاك على أمل وجوده بين ركام السيارات أو تحت الوحل».