ناقشت 14 دولة -سبع منها عربية- حماية المدن التاريخية في ظل الأحداث السياسية وعمليات التخريب التي تمارسها التنظيمات الإرهابية، والسعي لإعادة تعميرها، حفاظاً على تراثها الثقافي والحضاري والإسلامي، نظراً لما تعرضت له من انتهاكات ودمار بعد الموجة التي صاحبت ما يعرف ب«الربيع العربي». وأولت الدول التي اجتمع ممثلوها في العاصمة البحرينيةالمنامة أمس، مدينة حلب السورية اهتماماً خاصاً، وكذلك القاهرة، إضافة إلى البوسنة والهرسك، التي تحوي ثلاثة آلاف معلَم تاريخي ومعماري تم إتلافها بشكل جزئي أو كامل. ولم تخلُ القائمة من المدن العراقية مثل بغداد، وأربيل، والموصل، وبابل. وأكد المشاركون في مؤتمر «المدن التاريخية والتجديد الحضري»، الذي نظمه المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي في البحرين، بمشاركة خبراء في التراث العالمي والإنساني، ضرورة «عمل استبيان يهتم بالعوامل الاقتصادية والاجتماعية، لتطبيق مبادرات إعادة التأهيل الحضري للمدن بنجاح». وأشاروا إلى أن ذلك يكون من طريق «تخطيط وتطبيق مشاريع في مجال التعرف على الحاجات الاجتماعية والاقتصادية للمدن التاريخية في الوطن العربي». واختتمت الدول المشاركة، وهي: البحرين، وبلجيكا، وفرنسا، وسويسرا، وفرنسا، وسويسرا، واليمن، والإمارات، والمملكة المتحدة، وإسبانيا، ومصر، والجزائر، والمغرب، وإيطاليا، والبوسنة والهرسك، والعراق، المؤتمر بمجموعة توصيات سيتم رفعها للجهات المعنية بعد مناقشة المؤتمر على مدى أيام مواضيع المحافظة على المدن التاريخية والمناطق الحضرية، وكيفية إدارتها جراء الانتهاكات التي تعرّضت لها، كذلك إعادة إحياء مجدها وتألقها تاريخياً. بدوره، قال مسؤول برامج التراث الثقافي في المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي في المنامة الدكتور كمال البيطار: «إن التراث الثقافي المعماري لمدينة حلب السورية تعرض لدمار هائل بعد الأحداث المتواصلة في سورية منذ عام 2011»، موضحاً أن التراث الثقافي لحلب بحاجة إلى «مساعدة عاجلة من جميع المعنيين في التراث حول العالم». وأشار البيطار إلى أن خبراء التراث وضعوا للمدينة «خطة إعادة تأهيل منذ عام 1994، واستمرت حتى عام 2007، وذلك بتوسعة دائرة التطوير الحضري للمدينة، وترميم الساحات العامة والمباني التاريخية في المدينة، واستعادة الأرشيف المعماري والثقافي لحلب، لإنقاذه من التعرض لمزيد من الدمار». وقدّم اختصاصي برامج بمركز التراث العالمي في «يونيسكو» بباريس كريم هنديلي، عرضاً تناول فيه نتائج ورش عمل المركز في تونسوالكويت، بعد أن تقدّمت تونس بطلب ترشيح مدينة صفاقس التاريخية لقائمة التراث العالمي. وأشار إلى أن مشروع الترشيح تطلب عقد مجموعة ورش عمل، شاركت فيها جميع الأطراف المعنية بالمدينة، من مسؤولين حكوميين. وذكر أن أهم ما تمت مناقشته لترشيح المدينة «معالجة محيط الموقع بما يحفظ هوية وثقافة المدينة». وتطرّق إلى مشروع ترشيح أبراج الكويت للقائمة، موضحاًً أن «مركز التراث العالمي أقام ورشتي عمل لتقويم وإعداد ملفات حول التراث الثقافي المعاصر الذي تتميز به الكويت».